رسالة إلى اللواء ماجد فرج

بقلم: فهمي شراب

يقول نزار قباني "فهذه بلادنا.. فيها وجدنا منذ الفجر. فيها لعبنا. وعشقنا.. وكتبنا الشعر. مشرشون نحن في خلجانها،  مثل حشيش البحر.. مشرشون نحن في تاريخها.. في خبزها المرقوق.. في زيتونها  في قمحها المصفر.. مشرشون نحن في وجدانها..  باقون في آذارها..  باقون في نيسانها.. باقون كالحفر على صلبانها  باقون في نبيها الكريم.. في قرآنها..  وفي الوصايا العشر.

سيادة اللواء.

آمل أن يتسع صدر  سيادتكم لدقيقة، ولوقفة صادقة مع كاتب فلسطيني كل مقاصده إيصال الصورة الحقيقية بدون أي رتوش إضافية أو نقصان في ظل ما اعرفه من محاولات المحيطين والمغرضين والمنتفعين من حجب الحقائق عن كثير من السادة القيادات وعن حضرتكم تحديدا.


سيادة اللواء

على أي أساس تقررون قتل الناس وحرمانهم من أدنى حقوقهم؟  كيف لأي فلسطيني أن يُسلب من جنسيته؟ كيف يحرم من الشعور بفلسطينيته؟ وكيف هو الشعور بان هذا الفلسطيني مربوط في وتد داخل بقعة جغرافية محدودة يدور في فلكها ولا يغادرها؟ ماذا سقط من أبجديات تاريخنا وقواعد وطنيتنا لكي نهوي لأسفل هذا القعر ولهذا المستنقع الآسن؟  بأم عيني رأيت أقواماً  حصلوا  في زمن أبي عمار على جوازات سفر فلسطينية. منهم الأمريكان ومنهم الألمان وشتى صور الإفرنج وباقي بني الأصفر. وحصل في فترة أبي مازن الأشقاء العرب من الفنانين والمطربين ومن المتعاطفين من الجنسيات العربية الأخرى على الجنسية وعلى الجواز الفلسطيني. فلماذا يحرم الفلسطيني في غزة؟ أحرام على بلابله الدوح.  حلال للطير من كل جنس؟

سيادة اللواء  ماجد فرج.

ما فائدة الأرض والجدران والعَلَم إذا الإنسان فقد كرامته وفقد حريته وفقد حياته؟ الوطن هو الإنسان. وهو القيمة و الهدف.. فكيف سيدافع الإنسان عن وطنه إذا كان فقيرا مكسورا ضعيفا بدون أدوات التحضر والتقدم و السفر والتنقل؟

هل احتجاز الإنسان الفلسطيني على طبوغرافية وبين تضاريس بقعة جغرافية صغيرة –غزة- يوفر له المدارك ويتيح له المعارف المتعددة والثقافات المنفتحة ويبعده عن التشدد والتطرف وأسباب الكره والحقد؟ إن منع كثير من سكان قطاع غزة من الحصول على جوازات سفر وحرمانهم من التنقل والتحرك والتعرف على ثقافات الدنيا يجعلهم أسرى لواقعهم المرير الذي لم يروا غيره. فتضيق عليهم الرؤى ويضيق معها الأفق، ويجعلهم ذلك أيضاً فريسة سهلة للاحتلال وبراثنه وحبائله.

إن الإنسان عند الله أكثر قداسة وأهمية وأولوية من المسجد الأقصى بل من الكعبة نفسها. وذلك مترجما في الحديث الشريف " لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل المسلم". وفي غزة مات الكثير بسبب عدم القدرة على شراء الدواء او إجراء العملية الجراحية في مستشفى إنوفا بولاية فيرجينيا الأمريكية، أو حتى  في مستشفى معهد ناصر الطبي في جمهورية مصر العربية!

أعلم بالأسماء أن كثير من أبناء القيادات في رام الله حصلت على هوية زرقاء "إسرائيلية" إضافة إلى جوازات سفر فلسطينية وجنسيات أخرى من أمريكية وكندية، فهل حرام على أبناء قطاع غزة  أن يحصلوا على جنسية بلدهم؟ وجواز سفره؟

 إن كثير من أبناء توجيهي المتفوقين يحصلون على منح دراسية في الخارج، ولكن تذهب هذه المنح أدراج الرياح، بسبب عدم قدرتهم على الحصول على جوازات. وإن كثير من المرضى يموتون بسبب عدم قدرتهم على السفر للعلاج في الخارج  حتى ولو على نفقتهم الخاصة. وإن التجارة توقفت بسبب عدم قدرة البعض على السفر وعقد الصفقات. وان عائلات كثيرة تبعثرت وتشتتت، ونساء كثيرات تطلقن بسبب التباعد الجغرافي وعدم القدرة على التلاقي، ألا يكفي بان المعبر نفسه لا يفتح إلا 20 يوما في السنة؟ هل هناك معاناة أكثر من ذلك؟ إذا كانت الإجابة نعم يوجد. فنرضى بما قسمتم انتم لنا من واقع. أما إذا اقتنعتم بما اسأل واطرح فإننا نستبشر خيرا وننتظر بوارق  الأمل المعقودة بناصيتكم.

وفي همسة عتاب دعني أنوه لحضرتكم.. هل يعقل أن تصدقوا جميع التقارير التي تصلكم وغالبيتها الساحقة كيدية (تجار دفعتهم المنافسة غير الشريفة للكتابة ضد بعضهم البعض، أو مشاكل عائلية وثارات بغيضة أو على ميراث أو حسد معيشي الخ...) وتعرفون أن بيئة غزة خصبة لهذه الأمراض النفسية التي خلفتها سنوات الحصار البائسة..

وككاتب ومحلل سياسي متابع لمعظم القضايا والملفات فاني اجزم بان هناك إجماعا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا على أن عدونا  الذي هو بين ظهرانينا هو الجهل وما يخلفه لنا من متشددين متطرفين يرتكبون الإرهاب ضد الآمنين في بيوتهم ومساجدهم  وكنائسهم. هؤلاء هم عدو للجميع علينا جميعا إيجاد كل السبل لوقف هجماتهم. وليس من يريد أن يشاركك في حياتك السياسية وأمور السياسة والحكم كمنافس وليس كعدو. وعلى سبيل المثال لا الحصر.

سيادة اللواء.. هناك كثير من سكان غزة محرومون من الحصول على الجوازات وأرفق لكم عينة،  وهي محرومة من ابسط حقوقها لعلها الان قد وصلت إليكم لتساعدوها وترفعوا الظلم الواقع عليها. ونأمل كريم تدخلكم وإنهاء معاناتهم التي طالت سنوات وسنوات.


عماد شحدة محمد طباسي (مطلوب هوية)// غسان زعل سليمان الحسنات (مطلوب هوية)// ريما أحمد حسن داود (مطلوب هوية)/ عبد الله جمعة شعبان وافي (هوية)// عماد عبد  المحسن محمد أبو الروس (مطلوب جواز) // ساهر عدنان عبد القادر ناجي (مطلوب جواز)//محمد مصطفي محمد فروانه (مطلوب جواز) // معاذ إسماعيل هنية (محجوز جوازه في رام الله) // أيمن عمر البطنيجي (مطلوب جواز)

 

 

بقلم الكاتب والإعلامي/ فهمي شراب


كاتب وإعلامي

فلسطين- غزة