نقطة نظام بشأن المبادرات المطروحة للإنقاذ

بقلم: طلال الشريف

علي الأقل في هذا الإسبوع قرأت أربعة إجتهادات من قادة ومفكرين وكتاب وإعلاميي، سري نسيبة مبادرة متسرعة، وإبراهيم حبيب غزة ليس رقم واحد في البنود بل المصير الوطني الآن رقم واحد، ومحمد شتيوي النواب يجب أن يستقيلوا لإحداث فراغ تشريعي للضغط علي الرئيس وهو مخرج حقيقي للذهاب لإنتخابات بدل تحميلهم فيل، وناصر اللحام وإن لم يسمها مبادرة لأنها تخلق شكا في الصحوة المتأخرة سلبا أو إيجابا و ولا ندري إن كانت دعوته بريئة لأهل غزة أم توريط للإنفصال للإتباع من قبل رام الله نحو باقي الصفقة وتحميل غزة المسؤولية.

مع حفظ الألقاب لهؤلاء المبادرين جميعا فالمبادرات تحمل كلها صيغة الإجتهاد أو المبادرة للخروج من المأزق الفلسطيني أو إنقاذ غزة أو القدس أو النظام أو البلد.

حقيقة الأمر ما لفت نظري أنها أي المبادرات إما تعالج في المركز منها الرد علي ترامب وخاصة في موضوع القدس كما تتطرق لذلك ما نقل عن أنها مبادرة د. سري نسيبة وهي في طور الجدل والحوار وسيتم طرحها وإخراجها للعلن ولكن من قراءتي الأولي لمبادرة د.نسيبة أنها متسرعة لأنها تنطلق من رد فعل لقرار ترامب علي إعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل وليس التسرع هنا في الرد فالرد متأخر من الجميع بالشكل المطلوب في موضوع القدس ولكن ما أتحدثه عن التسرع بأن موضوع القدس جزء من كل أسموه صفقة ترامب ولعلاج الصفقة بشكل شامل وبرنامج مواجه كامل لابد من معرفة كل بنودها فهي مطروحة بشكل كامل ولابد للتصدي لها عندما تطرح بكل بنودها بشكل رسمي لتكون المبادرة شاملة لمن أراد الاجتهاد والتصدي.

وهنا أريد أو أقصد التحدث عن المبادرات من زاوية واحدة تتعلق "بالأولوية وتقديم الاستراتيجي الوطني علي الجزئي أو المحلي أو المناطقي رغم مأساة غزة".

ولذلك سوف نوافق علي كل من يبادر أو يتحرك في إطار إنقاذ الوطن والمصير وفي البطن منها أزمة غزة ليس لأن غزة غير مهمة بل لأن الوطني تجاوز المحلي أمام صفقة ترامب ليس ليلغيه بل لينصهر معه نحو الاستراتيجي الشامل للقضية كلها وهنا مرحب بكل من يسهل تخفيف أو إنهاء أزمة غزة في السياق وهكذا يكون ترتيب الأولويات رغم مأساة غزة في محاولة لمنع تصفية القضية وليس بمحاولة إنقاذ غزة الآن علي حساب مصير القضية فهذه كانت ممكن فهمها فيما قبل خطاب ترامب الإجرامي.

ولذلك كل مبادرة تقدم في بنودها الجزئي عن الكلي ترتكب خطأ إستراتيجي..

بإختصار شديد نحن الآن أمام مصير قضية كاملة وليس إنقاذ منطقة أو محافظة ولو تفضل المعيقون لإنقاذ غزة برفع الحصار عنها أو رفع العقوبات عنها سنضرب لهم سلام .

د. طلال الشريف