ارجأت المحكمة الاسرائيلية في "عوفر" النظر في ملف الفتاة الفلسطينية القاصر عهد التميمي، التي ظهرت في مقطع تسجيلي مصور وهي توجه صفعة لجنديين اسرائيليين خلف السور في قريتها"النبي صالح"في الضفة الغربية قبل حوالي الشهرين.
وقررت المحكمة ارجاء المداولات في هذه القضية الى يوم الحادي عشر من شهر آذار المقبل.
وتوجه سلطات الاحتلال حزمة من الاتهامات لعهد لم يسبق أن وجهتها المحاكم الاسرائيلية الى مرتكبي أبشع جرائم الحرب الكثيرة في السجل الاسرائيلي.
ويتوقع المراقبون أن تستغرق محاكمة عهد التميمي، التي تحولت الى رمز للبطولة والمقاومة ومناهضة الاحتلال العسكري للضفة الغربية، عدة أشهر.
وهذه المحاكمة المغلقة للبؤة الفلسطينية عهد التميمي التي احتفلت بعيد ميلادها السابع عشر، وتقضي أيام زهرة عمرها وراء قضبان الزنزانة، أثارت وتثير اهتمامًا دوليًا واسعًا، وقد طالبت منظمة العفو الدولية سلطات الاحتلال الافراج عن عهد، مشددة على ان احتجازها المتواصل يشكل مثالًا جديدًا ونموذجًا صارخًا على عمليات ترهيب الاطفال الفلسطينيين الذين يجرؤون على تحدي قمع قوات وجيش الاحتلال.
وتمنع سلطات مصلحة السجون النائبين من القائمة المشتركة يوسف جبارين وايمن عودة من زيارة عهد التميمي من دون أي مبرر مقنع، رغم تمتعهما بالحصانة البرلمانية وزيارتها حق مشروع لهما كعضوي كنيست.
ان احتجاز عهد التميمي وارجاء محاكمتها الى الشهر القادم، يؤكد بوضوح العقلية والغريزة الانتقامية في ميدان السياسة الاسرائيلية تجاه المعتقلين الفلسطينيين، خاصة الأطفال منهم، ويكشف مجددًا الافلاس السياسي والأخلاقي والعسكري للمؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، ويثبت غياب العدالة عن القضاء الاسرائيلي عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين.
التعاطف الانساني العالمي مع الصبية عهد التميمي في تزايد مستمر يومًا بعد يوم، وتتحول الى أيقونة واسطورة كفاح ورمز للبطولة ومقارمة للمحتلين، والى لوحات فنية وتشكيلية وأهازيج وأناشيد على أفواه الشعب، ومهما بلغت قسوة القامع والمحتل الاسرائيلي ولجوئه الى اسلوب الانتقام والتعذيب النفسي المافيوزي، فعهد سوف تعانق شمس الحرية، وسيبزغ فجر الانعتاق لشعبها الصابر المقاوم، بعد ليل طويل حالك، عاجلًا أم آجلًا.
بقلم:شاكر فريد حسن