نتيجة لأحداث المنطقة منذ سبع سنوات قد جعلت ملفاتها سلة واحدة ، وملف الصراع والقضية الفلسطينية يحتل بين تلك الملفات الأولوية في المنطقة ، التي أشعلوها حروباً كرمى عيون " إسرائيل " لتكون دولة طبيعية في المنطقة ، ليس هذا وحسب بل ومقررة في شؤونها . من هنا أية أحداث أوتطورات تشهدها المنطقة من شأنها أن تؤثر على مجمل تلك الملفات بالمعنى السلبي أو الإيجابي . وإسقاط الطائرة " الإسرائيلية " من قبل دفاعات الجيش العربي السوري ستترك أثارها وانعكاساتها في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد ، والقضية الفلسطينية وما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة في المقدمة منها ، طالما أنها كانت ولا زالت تمثل بالنسبة للولايات المتحدة والكيان الهدف الإستراتيجي من أجل تصفيتها ، وهذا كشفته صفقة القرن ، والاعتراف الترامبي بالقدس عاصمة للكيان " الإسرائيلي " . خصوصاً أن الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس في القلب منها تشهد حالة احتقان غير مسبوق بسبب السياسات الإجرامية المتمادية للعدو الصهيوني ، والأفق المحكم الإغلاق للتسوية إلاّ وفق الشروط الأمريكية – " الإسرائيلية " .
وأولى هذه التأثيرات والانعكاسات تلك المواقف التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية لجهة التنديد بالعدوان " الإسرائيلي " ، واعتبار أية حرب ستشنها " إسرائيل " على سورية أو لبنان هي حرب عليها ، وبالتالي تأييد الرد السوري بإسقاط طائرة أل F 16 ، وإعلان الكتائب المسلحة لقوى المقاومة الفلسطينية الاستنفار العام تحسباً لأية تطورات عسكرية . هذا من جهة ومن جهة ثانية لا شك أن جموع الشعب الفلسطيني في عموم فلسطين المحتلة وخصوصاً في الضفة والقدس سيشكل إسقاط تلك الطائرة بالنسبة إليها قوة دفع نحو المزيد من أعمال الانتفاضة والمقاومة ضد العدو وقطعان مستوطنيه . وهذا ما حصل عام 1987 عندما نفذت الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين - القيادة العامة عملية الطائرات الشراعية ، فألهبت الشارع الفلسطيني ، وكانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، ليتكرر المشهد عام 2000 بانتصار المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان ودحرالمحتل " الإسرائيلي " عن أرض الجنوب ، فاندلعت انتفاضة الأقصى ، الانتفاضة الثانية .
رامز مصطفى