في منشور قصير ومُعبِّر , كتب المُدَّون والناشط , الصديق شفيق أبو حشيش , يصف حال غزة بقوله : (هنا غزة .. أُنثَى بزوجين، حتى شرعاً لا يجوز؟! )... باختصار يصف هذا المنشور حال غزة , فهي تبدو امرأة " زانية " لجمعها بين زوجين , أي حكومة الأمر الواقع التي تديرها حركة حماس في غزة فعليا , وحكومة الوفاق الوطني التي تديرها السلطة الوطنية الفلسطينية من رام الله , وكلاهما تتنازعان " حب " غزة , ولكن يبدو أن غزة " الزوجة " بأنها لا تحب الزوجين , بل مكرهة على " مضاجعتهما " , وهي ترى أنهما " غير قادرين " على ارضائها , وهي كمن تبدو وأنها تتعرض لــــ " الاغتصاب " , هذا الاغتصاب الذي تعرضت له غزة أول مرة ذات صيف لاهب قبل 11 عاما , على يد زوج مغتر بقوته و" فحولته " , عندما تمكن بالقوة بفرض انفصال الزوجة " غزة " , وتنفيذ طلاقها بقوة السلاح على الزوج الموجود الذي أنهكته خلافات الأبناء , وبدا وكانه قد شاخ , ولم يعد قادرا على حمايتها , وفرض الزوج الثاني الزواج عليها بدون عقد نكاح , وحتى بدون انتظار " العدة " , ولذلك فقد كان هذا الزواج باطلا , وينطبق عليه مقولة " زواج عتريس من فؤادة باطل " , وقد ثبت بالفعل أنه لم يكن زواجا شرعيا , بل زواج " متعة " امتد لكل هذا السنوات , لكنه أنجب أبناء معوقين ( فقر وبطالة وجوع وموت ودمار ) , وعندها تدخل وسطاء الخير , لإعادة الزوجة " المغلوب على أمرها " , ومحاولة إعادتها لزوجها الأول - الذي ظل يدفع " النفقة " لها ولأبنائها الشرعيين لعشر سنين - علها تنصلح الأمور , ويتم تصحيح الخطأ غير الشرعي , وبعد أخذ ورد , وتدخلات من الأهل والأصدقاء والخلان والجيران , جاء القرار باتفاق الزوجة وزوجها الثاني على الانفصال , وعودتها للزوج الأول " الحلال " , وحتى بدون "محلل" , ولكن بعد اتمام أشهر العدة , وحاول الزوج الجديد القديم , استرضاء الزوجة دون استفزاز وازعاج الزوج الثاني , الذي ظل واقفا منتصبا شاهرا " سيفه " عند الباب , ينصت وينتظر الحمل الجديد , من الزوج القديم , لكن الحمل لم يقع , بسب " عجز " الزوج القديم عن تقديم ما هو جديد , فبدت الزوجة " غزة " كامرأة عقيم , وقد بقي في نفس الزوج الثاني بقية من عشق لا يفارقه ويؤرقه , عن ذكريات ومتع جميلة مع الزوجة المدللة بين زوجين , والتي تبدو اليوم وكأنها تجمع بين زوجين غير قادرين على تقديم ما يرضيها , بينما تبدو هي وكأنها ترتكب الحرام , بجمعها بين زوجين في آن , ولكن الزوج القديم الجديد يرى أنها ما تزال مغتصبة, بينما أهل " غزة " الزوجة يردون التهمة بأنها غير زانية , فغزة ما زالت شريفة وعفيفة , فإنها وإن جمعت بين زوجين , فهي مجبرة على هذا الزواج غير الشرعي, وأن ذك كان غصباً عنها .. وغزة الصابرة والصامدة , تعاني اليوم من الازواج غير الشرعيين , ومن الأبناء العاقين !!
د. عبد القادر فارس