أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية البيان العاشر ... حول العملية الشاملة لمواجهة الارهاب التكفيري ... بكافة انحاء الجمهورية وخاصة ما يجري على مسرح العمليات العسكرية بمنطقة شمال ووسط سيناء والظهير الصحراوي ... وما يجري من عمليات عسكرية ومعلوماتية بحسب التخطيط الاستيراتيجي الذي تم وضعه لاحكام السيطرة على المنافذ الحدودية الخارجة ... كما السيطرة على الاوضاع الداخلية من خلال تأمين كافة المؤسسات والمحاور والطرق والاهداف الاستيراتيجية .

عملية شاملة مخططة بصورة استيراتيجية .... وتعتبر الاولى من نوعها من حيث اهدافها ... وتخطيطها الاستيراتيجي ... ومساحة التحرك العسكري والامني والذي يشمل كافة انحاء الجمهورية .. من حيث القوات المستخدمة ونوعياتها المتعددة ... من سلاح الطيران الحربي وناقلات الجنود والعربات والطائرات المهاجمة ... كما قوات البحرية التي تعمل عملية مسح كافة سواحل الجمهورية ... وبسط سيطرتها على طول الساحل بالبحر المتوسط والبحر الاحمر ومنع طرق الامداد وقطعه ... وعدم امكانية تهرب او هروب احد من العناصر الارهابية ... او دخول ارهابيين لمساعدة الارهاب التكفيري .

كما حرس الحدود وما يقوم به من عمل ميداني بكافة مناطق الحدود البرية والتي تعد بالاف الكيلو مترات من الحدود الشرقيه والغربية وعدم امكانية ادخال أي عناصر ارهابية او اسلحة وعربات محملة وضربها وتدميرها من خلال التعاون والتنسيق الدائم مع باقي التشكيلات العسكرية والقوات المشاركة جوا وبرا وبحرا .

لقد كان التخطيط العسكري المصري يستند الي العلمية العسكرية والى الاستخلاصات العملية للتجارب العسكرية والخبرات المكتسبة والتي تخرجت من اكاديميات عسكرية ... اكتسبت العديد من الخبرات بحكم دراسات وابحاث وتدريب متواصل ... وخوض غمار عمليات عسكرية من خلال تدريبات عملية مستمرة ... ومن خلال حرب عسكرية في السادس من اكتور .. العاشر من رمضان 73 والتي شهد العالم بأسره ... كم كانت عظمة القوات المسلحة المصرية ... وقدراتها العسكرية والفنية ... وتخطيطها الاستيراتيجي في تدمير خط بارليف واجتياز اكبر مانع مائي ... وما تم استخدامه من خداع استيراتيجي ... وما تميز به المقاتل المصري من معنويات وطنية وقتالية .. واصرار على النصر وهزيمة العدو ... ودحره وانهاء وجوده .

التاريخ العسكري المصري من خلال حرب اكتوبر اذهل المراقبين والمحللين السياسيين والعسكريين في ظل منطقة صحراوية واسعة استطاعت فيها القوات المصرية اجتياز قناة السويس ما بعد تدمير خط بارليف وبتعاون كامل مع اهالي سيناء المصرية هؤلاء الذين تمسكوا بمصريتهم وبوطنهم وانتمائهم ... يؤكدون اليوم مع قواتهم المسلحة روح اكتوبر المجيدة بالتفافهم حول قواتهم ومساعدتهم في تنفيذ مهامهم وعملياتهم العسكرية داخل شمال ووسط سيناء .

عمليات عسكرية شاملة وبكافة انواع الاسلحة في ظل اوضاع استثنائية خارج اطار الحروب التقليدية ... استطاع فيها المخطط العسكري المصري التغلب على طبيعة المواجهة في ظل وجود سكان أمنين .. وارهابيين قتلة يحاولون الاختباء والاختفاء ما بين الاهالي ... الا ان قدرة القوات المهاجمة والمداهمة .. وما تتمتع به من قدرات قتالية عالية .. ومن خطط عسكرية ... ومن تشكيلات نوعيه ذات تخصصات متعددة ... اوصلت الى نتائج كبيرة ... من خلال نجاحات عظيمة تحققت حتى الان ... ولا زالت تتحقق من خلال الكثير من الانجازات والنتائج على مسرح العمليات من خلال العملية الشاملة .

ونحن امام البيان العاشر للمتحدث العسكري للقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية والتي جاءت نتائجها .

تدمير 5 اهداف للعناصر التكفيرية الارهابية بصورة كاملة .. ونجاح القوات المسلحة بتدمير سيارة مفخخة خلال محاولة استخدامها من قبل الارهابيين ضد القوات المداهمة .

مواجهة تميزت بالشجاعة والقوة ومن نقطة الصفر انما تؤكد على بطولات نادرة ... وجرأة عسكرية ... وايمان مطلق ... وارادة واصرار على المواجهة والقضاء على البؤر الارهابية ... ودحر الارهاب ... وقطع اتصالاته الداخلية والخارجية .. والذي أدى الى استشهاد ضابط صف ومجندين واصابة ضابطين ومجند اثناء الاشتباك والمداهمة للبؤر الارهابية ... وهذا ما يعزز الايمان والارادة القتالية لدى جنود مصر وايمانهم بأهدافهم .. وما تم التخطيط لهم للقضاء على الارهاب وقطع دابره واجتثاث جذوره .

كما واصلت القوات بتشكيلاتها بتنظيم الدوريات المشتركة مع عناصر الشرطة المدنية من خلال (60) كميننا ودورية امنية على الطرق والمحاور الرئيسة واستكمال عملية تمشيط مناطق الظهير الصحراوي وضبط عدد من المشتبه بهم كما تم ضبط العناصر الهاربة (الفارة) وقطع خطوط الامدادت على كافة الاتجاهات الاستيراتيجية مع احكام الحصار والسيطرة على منطقة شمال ووسط سيناء تزامننا مع قيام عناصر من التشكيلات لحماية الاهداف البحرية والاستيراتيجية للدولة .

القوات الجوية وقيامها بقصف العديد من الاهداف للعناصر الارهابية والتكفيرية وتدميرها بشكل كامل ... ومنها سيارة مفخخة ... والقضاء على (4) عناصر تكفيرية شديدة الخطورة ... واكتشاف وتفجير عدد (101) عبوة ناسفة تم زراعتها على طريق القوات والمحاور ... كما تم استهداف مركز اعلامي للجماعات الارهابية بداخله العديد من الاجهزة والاتصالات اللاسلكية والاشرطة المصورة والاموال الاجنبية .. كما تم استهداف وتدمير (244) وكر ارهابي بداخلهم اسلحة متنوعة وعبوات ناسفة والقاء القبض على (44) مطلوبا .

كما تم ضبط (27) سيارة دفع رباعي تستخدمها العناصر الارهابية ... وعدد (100) دراجة نارية دون لوحات قانونية .

كما تم القاء القبض على (407) من العناصر الاجرامية والمطلوبة والمشتبه بهم .

العملية الشاملة سيناء 2018 ... تجري بقوة وعزيمة واصرار وارادة قوية مؤمنة وقادرة على التنفيذ كما انها مؤمنة بمجمل اهداف ما تم تخطيطه للتنفيذ بأهمية القضاء على الارهاب التكفيري ودحره وانهاء وجوده داخل الاراضي المصرية وعلى كافة المحاور الاستيراتيجية والحدود الدولية لمصر .

لقد شهدنا العملية الشاملة ... وبذات الروح القتالية والوطنية الملازمة للجندي والضابط والقائد والتي كانت بحرب اكتوبر 73 .

مصر بتاريخها ... حضارتها... دورها ومكانتها ... ستبقى محفورة بذاكرة التاريخ الشعوب والامم.

ومصر تخوض حربا ضد الارهاب التكفيري والاسود نيابة عن دول المنطقة والعالم وتحقق نجاحات كبيرة ... وتعزز من وجودها ... كما تعزز من امن البلاد واستقراراها ومعدلات نموها .

هذه هي مصر العروبة التي يجب ان يفخر بها كل عربي وكل حر في هذا العالم .. لانها تؤكد بأفعالها وليس بالكلام فقط ... انها جديرة بالاحترام والتقدير ... كما انها جديرة بمكانتها ودورها .. مهما تعددت وسائل المخططين ... والمتآمرين والمتربصين بها .. لان مصر اقوى من الجميع .

بقلم/ وفيق زنداح