عندما يسعى شخص لشيء لسنوات ويغلبه الياس للوصول اليه، ثم يجده فجأه يفقد اهتمامه له. وهذا ما يحدث مع موقف السلطه من غزه. فاحدى عشر عاما قامت باتفاقات مع حماس للمصالحه وتمكين الحكومه وكانت حماس تتنصل وتناور عن التنفيذ الفعلي لها وتمكين اي حكومه. على سبيل المثال كانت حماس تطالب بتنفيذ الاتفاقات رزمه واحده. بل حتى تسليم معبر رفح وضعت مليون معضله للتملص من تسلميه. وكانت تضع كل انواع العوائق لمجرد تسجيل الموظفين القدامى انتقاما من اتباعهم شرعيه السلطه. واتبعت كافة الحيل لمنع الحكومه من التمكين، وكان افشال الانتخابات البلديه دليلا واضحا على رفض حماس اعطاء اي صلاحيه لفتح في القطاع.
.
لم تتجه حماس فعليا للمضي للمصالحه الا بعد عقوبات السلطه وتدهور الوضع الاقتصادي في القطاع مما جعل القطاع عبأ عليها وليس مكسب. لكن جاء هذا بعد ان فقدت السلطه الثقه والامل من حركة حماس. ومن هنا تجد السلطه تحترس في كل خطوه تتقدم بها نحو القطاع خشيه من ان تفاجأها حماس بانقلاب جديد او حكومه جديده تقرها عبر مجلسها التشريعي. وهذا سبب مطالبه السلطه بالتمكين الشامل وتنظيم السلاح في القطاع خشيه الانقلاب عليها او عرقله عملها .
من الجيد ان يحذر السفير القطري محمد العمادي من الكارثه التي وصلت اليها غزه ويتعاطف معنا. لكن هناك تناقض واضح، فمره العمادي يصرح لاحد وكالات الانباء ان قطر تساعد غزه لتمنع الحرب ضد اسرائيل ومره يشجع الناس للاستشهاد على الحدود عن الموت جوعا. ونحن نقول له اذا قلبك علينا، فالتوفر قطر فرص عمل في قطر لابناء غزه الذين فقدوا الامل في تقدير كفاءاتهم بدل الاعتماد على ملايين الجاليات الفليبينيه والهنديه والاجانب. لقد ولدت بالخليج وقضيت معظم حياتي فيها واعرف جيدا سياساتها. لن نكون كبش فداء لمصالح اي جهه. اتركونا في حالنا. ولا نريد استشاراتكم. لطالما كانت دول الخليج هي الاكثر تعنتا في تعاملها مع الفلسطينيين، فهي تطرد اللاجئين الفلسطينيين بدون اي مراعاه لاوضاعهم بعد الاستغناء عن خدماتهم لعشرات السنين.
ونستغرب عندما يبشروننا بتخفيف الحصار من خلال ادخال بضائع تجاريه من مصر، اهذا ما يطمح له المواطن الغزاوي، ام ان يطمح لفتح معبر رفح لاعطائه حريته بالسفر ؟؟؟ ام ان منع اهل غزه من السفر هو جزء من مخطط التركيع ؟؟
واعقب بتعليق د عبد الحكيم لافي:" قطر دولة صغيرة جدا ومهددة من السعودية بالاحتلال والضم والازالة كما كاد ان يحصل فى حرب الخفوس سنة ١٩٩٦ بين الجيشين السعودى والقطري ولذلك ارتمت فى حضن امريكا وإسرائيل وتنفذ كل ما يطلب منها حتى دعم غزة بقرار امريكى للحفاظ على التوازن. لا يحاصرنا احد الا أمريكا فقط هي من يحاصرنا والبقية مجرد ادوات.السعودية ومصر والاردن واسرائيل والاخوان فى العالم وحماس جزء منهم، كل هؤلاء ممثلون على المسرح الامريكى ولا احد يجرؤ على الخروج عن خطوط المسرحية الرئيسية وان كان هناك هامش حرية صغير للخروج عن النص للتمييز بينهم. نقطة واخر السطر ولا داعي لمزيد من النقاس فهو محرج للجميع."
اليأس سيد الموقف في القطاع. وانا اقول لاهل غزه :"لا تقنطوا من رحمه الله. ألا إن فرج الله قريب".
سهيله عمر
[email protected]