لا بديل عن الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة التحديات الراهنة

بقلم: شاكر فريد حسن

يواجه شعبنا الفلسطيني تهديدات وضغوطات سياسية ومؤامرات ومشاريع تصفوية تستهدف اطالة أمد الاحتلال الكوليونالي الاستيطاني الصهيوني للمناطق الفلسطينية المحتلة، آخرها"صفقة القرن"، التي نسجت حروفها وخيوطها آمريكا بمباركة المملكة العربية السعودية والرجعيات العربية.

وأمام ذلك يفرض على شعبنا الفلسطيني الرابض تحت نير الاحتلال، وقواه الفصائلية، تصليب الموقف الوطني، وتوحيد الصف الفلسطيني، والابتعاد قدر المستطاع عن توسيع الهوة والتناقضات الفلسطينية، والا تستنزف الطاقات في الاختلاف والفرقة والأزمات الداخلية، ولتكن التحديات الوطنية جسرًا للتواصل والعمل المشترك بين مختلف قوى وفصائل شعبنا، تحت خيمة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لتحقيق أماني وأحلام وطموحات الفلسطنيين في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي، ومواجهة الانحياز الامريكي السافر والمتصاعد ضد الوجود والهوية والقضية الفلسطينية.

المطلوب فلسطينيًا في هذه المرحلة الصعبة الاستثنائية الخطيرة التي يمر بها شعبنا، هو استعادة الوحدة على أسس وطنية وديمقراطية وتوافقية وشراكة متساوية حقيقية، ووقف كل المناكفات بين تنظيمي فتح وحماس، والتحريض الداخلي الذي يستهلك جهدًا كبيرًا ويستنزف شعبنا أكثر من الجهد الذي يبذل في مقاومة ومواجهة المحتل وممارساته التنكيلية ومشاريعه الاستيطانية.

افلم يحن الوقت لتجسيد وترجمة اتفاق المصالحة على أرض الواقع..؟؟!

لقد انعقد المجلس المركزي الفلسطيني واتخذ قرارات صائبة وجادة، ومن الضروري العمل بشكل مكثف لتنفيذها، فشعبنا شبع أقوالًا وتصريحات وقرارات على الورق، فالقرار بحاجة الى آلية لتنفيذه ولا قيمة له اذا بقي في الدهاليز وبين الاوراق المكدسة في الملفات.

نحتاج الى رؤية جديدة، وممارسات حقيقية، ومواقف واضحة دون تأتأة، فلا يجوز ان نتعامل بمكيالين، فنقرر وقف التعامل والتنسيق مع سلطات الاحتلال، ونجري لقاءات مع مسؤولين من الجانب الاسرائيلي، كاللقاء الأخير في رام الله مع وزير المالية الاسرائيلي موشيه كحلون، ومنسق اعمال الحكومة الاسرائيلي يواف بولي موردخاي..!

لقد وصل الحد بالدكتور صائب عريقات الخروج عن صمته بعد أكثر من خمس وعشرين عامًا من التفاوض السياسي واللقاءات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، والقول:"بأن الرئيس الفعلي لنا هو وزير الجيش الاسرائيلي ليبرمان، ورئيس الوزراء هو منسق شؤون المناطق يوآف مردخاي"!!

كذلك فان الرئيس ابو مازن قال بنفسه:"نحن سلطة بلا سلطة".

الوضع الحالي ليس في صالح شعبنا وقضيته العادلة، والمؤتمر الذي يطالب به شعبنا ليس لبحث القضية، وانما لتنفيذ القرارات الدولية بشأن شعبنا.

البديل للسياسة الفلسطينية هو تبني ثقافة المقاومة الشعبية، التي أثبتت على امتداد التاريخ الفلسطيني أنها الأسلوب النضالي الأرقى والأفضل لتحقيق الانتصارات والانجازات والمطالب الفلسطينية.

بقلم/ شاكر فريد حسن