على ضوء نقل السفارة الأمريكية الى القدس في ذكرى النكبة

بقلم: شاكر فريد حسن

أعلنت الخارجية الأمريكية نية الولايات المتحدة تدشين السفارة الجديدة في القدس المحتلة في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، ولهذا مدلول سياسي واضح.

ومع اقتراب نقل السفارة تتسارع الأحداث في القدس، وثمة مشاريع وخطط احتلالية تستهدف الأقصى ومعالم القدس وأهلها، ويترافق ذلك ردود فعل فلسطينية غاضبة، بعد انكشاف نوايا المشروع الصهيوني التهويدي للمدينة المقدسة بالكامل، والمحاولات الحثيثة المتواصلة لاقتحام وتدنيس ساحات المسجد الأقصى من قبل قطعان وسوائب المستوطنين والمتطرفين الفاشيين من جهة باب المغاربة، هذا فضلًا عن المشروع الصهيوني الدولي الاقليمي الرامي الى تصفية القضية الفلسطينية، وتكريس الاحتلال الاستيطاني للمناطق الفلسطينية التي احتلت في العام ١٩٦٧.

وما يثير الغضب والاشمئزاز هو الموقف العربي الهزيل المتواطىء مع قوى الشر في التكالب على فلسطين، وما يجري في القدس من حصار يومي وتشويه لتاريخها الكنعاني الماجد، ومن احداث متسارعة تستهدف الأقصى والفلسطينيين في القدس وبقية أنحاء المناطق الفلسطينية ، واسقاط حق العودة من على طاولة التفاوض.

فالموقف العربي كان وسيبقى على الدوام مهادنًا، والدول العربية وأنظمتها صامتة لا تحرك ساكنًا، والحكام نائمون كأهل الكنف، وبات واضحًا تبعيتها للمشروع الصهيو-أمريكي، الساعي الى اضفاء طابع آخر للمعركة، هو الطابع الديني، بما يخدم مصلحة اسرائيل الأمنية والسياسية.

هذه التطورات الخطيرة التي تطال شعبنا وتهدد قضيته، يستدعي بصورة عاجلة، ايجاد صيغة توافقية تنهي الانقسام المعيب المدمر في الشارع الفلسطيني. وعلى طرفي الانقسام أن يدركوا أن حجم الجريمة التي يرتكبونها بحق أنفسهم وهي استمرار الانقسام الذي مضى عليه أكثر من اثنتي عشر عامًا.

فالمرحلة الحالية تتطلب الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، وتعميق وحدة شعبنا الوطنية، فهي السلاح الأقوى والفعال في مواجهة كل المؤامرات والعواصف السياسية والتحديات التي تواجه شعبنا.

بقلم/ شاكر فريد حسن