معروف سعد منح كافة سنين حياته بحمل الهم القومي

بقلم: عباس الجمعة

امام ذكرى القائد القومي العربي الناصري معروف سعد الذي شكل بوصلة النضال الحقيقي في ذروة الدعم السياسي والشعبي والمادي والمعنوي للثورة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية وللفقراء والمناضلين، نقول انه كان حصن العمل المقاوم حتى تاريخ استشهاده في 6 آذار/ مارس 1975 .

نعم لن ننسى اللحظات ونحن نقراء مسيرة معروف سعد النضالية الذي كرس حياته من أجل فلسطين وقضيتها منذ العام 1936، واصيب في معركة المالكية عام 1948 ، وتعرف الى الزعيم الخالد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1955 ، وبقي حاملا هم القضية الفلسطينية ، حيث احتضن الثورة الفلسطينية ووقف الى جانب رفيق دربه كمال جنبلاط بزعامة الحركة الوطنية اللبنانية واستمر في مسيرته النضاليه ، مسيرة النضال ضد الاحتلال والأطماع الصهيونية والأميركية بأرض العرب وثرواتهم، وكذلك ضد القهر والظلم الاجتماعي حيث خسر لبنان ولا سيما فقرائه، مارداً ومناضلاً عنيداً لم يحد يوماً عن مطلب حق، وظل يناضل حتى الرمق الأخير.

أن نهج معروف سعد لا يزال خير دليل ومرشد لمواجهة الهجمة الاستعمارية الصهيونية المتجددة والمتصاعدة، والردة الرجعية والطائفية والمذهبية المستفحلة، وخط معروف سعد العروبي التقدمي الوحدوي لا يزال الأمضى لمواجهة رايات التقسيم والتفتيت، والحروب العبثية التدميرية، والممارسات الهمجية الوحشية.

من هنا نقول ان صورة معروف سعد حفرت بقلوب الجماهير اللبنانية والفلسطينية في مختلف أنحاء الجنوب الذي عرفه بناسه وبيوتهم وبساتينهم براً، كما عرف صيدا ببحرها وأحيائها الشعبية التي كانت منسية، فجعلها مركز نشاط لا يتوقف، وربط بين أهاليها بالعروة الوثقى التي تجمعهم من فوق الطوائف والمذاهب على حب الوطن الذي هو من الإيمان.

نعم من صيدا إلى بيروت فدمشق فالقدس امتدت ساحة نضال لمعروف سعد، فكان له إسهام في تعميم المعرفة، مدرساً الروح الوطنية القومية التقدمية حيث اصبح بحق بطلاً من أبطال النضال القومي، فمعروف سعد لا يموت، لانه فكره باقي فحمله رمز المقاومة الوطنية اللبنانية الشهيد مصطفى سعد ويكمله اليوم حامل الامانة الدكتور اسامة سعد ، بإيمانه بعروبته، وتمسكه بحقوقه الوطنية، ودفاعه عن فلسطين وشعبها ، من خلال شعب معروف سعد الباقي في ميدان النضال.

أن معروف سعد هذا الإنسان العظيم الذي منح كافة سنين حياته وضحى بها من أجل أصحاب المطالب والمحتاجين، ومن أجل القضية الفلسطينية يستحق منا ان نقدر ونحترم ما يقوم به حامل الامانة اسامة سعد الذي اكد على ضعف وتلاشي ردود الفعل العربية والإسلامية، عندما بدأت الادارة الامريكية هجومها على المنطقة العربية من خلال انحيازها الاعمى للكيان الصهيوني ، فلأسف الانظمة العربية تخلت عن فلسطين بعد صدور قرار ترامب بالإعتراف بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال ونقل السفارة إليها .

ولكن كانت صفعة تلك اليد الصغيرة لعهد التميمي التي سطرت كرامة أمة، لم توجه فقط على وجه الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح في مواجهتها وهي لا تملك غير يديها العاريتين من أي شيء غير الكرامة والعنفوان، بل كانت كأنها صفعة شعب مقاوم في مواجهة صفقة القرن المشبوهة.

من هنا نقول في ذكرى معروف سعد أن الشعب الفلسطيني قادر على مجابهة القرار الأمريكي وإفشال مخططات تصفية قضيته التي تعمل على صوغها الادارة الأمريكية، كما نجح منذ النكبة في التصدي ومواجهة مختلف مشاريع ومخططات التصفية التي استهدفت حقوقه وقضيته الوطنية.

في ظل هذه الظروف نرى انه من الضروي التمسك بالثوابت الوطنية والقومية التي ارساها القائد معروف سعد ورفاقه واخوانه القادة الشهداء ، كمال جنبلاط وجورج حاوي وسيد المقاومة عباس الموسوي وقائد الانتصارين عماد مغنية و محمد سعد ورمز فلسطين وقائد مسيرتها ياسر عرفات وفارس فلسطين ابو العباس وحكيم الثورة جورج حبش ورمز الانتفاضة ابو علي مصطفى وشهيد الاستقلال طلعت يعقوب وضمير فلسطين ابو احمد حلب وامير الشهداء ابو جهاد الوزير ، والشيخ الجليل احمد ياسين ، والرمز الجهادي فتحي الشقاقي ،وزيتونة فلسطين ابو عدنان قيسى ، وعملاق القدس سمير غوشه ،والعديد من القادة الشهداء الذين وهبوا انفسهم لحرية الاوطان وتحرير الارض والانسان .

ختاما : لقد اعطى القائد الشهيد معروف سعد الكثير من اجل القضايا القومية ومن اجل الفقراء ، قدم الشهيد حياته فداء للفقراء والأمة بعد ان تم اغتياله برصاص الغدر.. هذه الرصاصات كان الهدف منها اغتيال المشروع الذي كان يحمله الشهيد معروف سعد الا أنهم لم يتمكنوا من اغتيال فكره ومواقفه ومشروعه القومي الذي حلم به لانه ينبع من أعماق الشعب العربي ووعيه، ونحن على ثقة بان رفاقه سيكملون المسيره وكلهم مشاريع شهادة من أجل الوقوف مع المشروع القومي الأمل و سيفشل المشروع الامريكي الصهيوني.

بقلم/ عباس الجمعة