لا أدري إن كان الزعيم القادم محمد دحلان في لقائه مع فضائية العاشرة المصرية قد خبأ عمدا الحديث عن موضوع في تصوري أخطر من كل القضايا بشموليتها بعد أن أوضح رؤيته ودوره بسلاسة فيها وهي قضايا مهمة وحساسة وخطيرة أيضا تتعلق بكل الشأن الفلسطيني الطارئ والمستقبلي.
إن ما خبأه أو لم يرد زيادة الإرباك بطرحه في الساحة الفلسطينية هو موضوع خلافة الرئيس عباس الذي كان ولازال وأصبح ملحا بعد الوعكة الصحية للرئيس في نيويورك والأخطر فيها الصراع الخفي أحيانا والفج أحيانا أخري داخل لجنة فتح المركزية رغم الإختيار السابق لمحمود العالول كنائب لرئيس حركة فتح وموضوع الخلافة الذي ما إنفك يعبر عنه بصراحة أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب عن طموحه في الترشح عن حركة فتح للرئاسة القادمة بتواصل هجومه من آن لآخر وبطريقة علنية علي النائب محمد دحلان ليقينه بأن دحلان هو الشخصية الأقوي حظا للفوز في أي إنتخابات رئاسية قادمة بالرغم من وجود منافسين آخرين للرجوب في اللجنة المركزية رغم عدم ظهور ذلك بشكل واضح ويشكلون منافسين حقيقيين له وهم صائب عريقات ومحمود العالول وناصر القدوة ومحمد شتية وتوفيق الطيراوي وعزام الأحمد.
ولأن الصراع علي مرشح اللجنة المركزية للرئاسة القادمة هو لغم فتحاوي ووطني كبير وهو قائم ومستمر وقد يتفجر في أي لحظة في حال غياب الرئيس عباس المفاجيء ويصبح أولوية للنظام السياسي والشعب الفلسطيني والإقليم بمجمله.
توقعاتي أن دحلان في لقائه مع فضائية العاشرة المصرية لم يغفل الحديث في هذا الموضوع ولكنه أخفاه لأنه لا يريد الظهور بمظهر الشامت في مرض الرئيس وهو نزيه في ذلك كما تحدث أو الظهور بمظهر المنافس للمرحلة القادمة رغم قناعة غالبية الشعب الفلسطيني أو لقناعة دحلان بأن المرحلة القادمة ستكون في غير المعهود في تحولاتها وخاصة في حركة فتح رغم يقين الشعب الفلسطيني بأن مرحلة عباس منتهية سياسيا ولكن من وجهة نظري هو كيف ستسير الأمور في حالة الوفاة المفاجئة في ظل أوضاع معقدة جدا في الواقع الفلسطيني المرتكز علي كيفية إخراج المرشح الفتحاوي للرئاسة القادمة في حالة الطواريء بالوفاة المفاجئة والتي قد تشعل صراعا أكبر من المتوقع لأن ما يضبط فح الآن ومنذ مدة هي تفرد وديكتاتورية الرئيس عباس علي الجميع الفتحاوي والسؤال هو ، هل تشتعل الخلافات بين الطامحين في الرئاسة القادمة داخل البيت الفتحاوي واللجنة المركزية بغياب مفاجيء للرئيس عباس؟؟
كنا نود سماع ذلك من النائب محمد دحلان لما لهذه القضية من أهمية أكبر من كل القضايا في حال تفاجأنا بتصدرها لقائمة الأولويات وغياب الرئيس عباس حقيقة.
بقلم/ د. طلال الشريف