لا جدال في أن"صفقة القرن"المزمع نشر تفاصيلها من قبل الرئيس الامريكي دونالد ترامب في القريب العاجل، هي من اعداد واخراج حكومة الاحتلال، وبموافقة المملكة العربية السعودية ومباركة مصر السيسي.
ووفق المصادر الفرنسية أن ترامب سيعلن عن بنود خطته خلال مؤتمر سيعقده في مصر .
وبموجب بنود هذه الخطة فانها صفقة غير منصفة وغير نزيهة، وتستهدف هضم وهدر الحقوق الوطنية الفلسطينية، سيما وأن أمريكا منحازة تمامًا لاسرائيل بكل ما تقوم به من أعمال وممارسات قهرية واضطهادية وحصار وخنق للفلسطينيين، وتكثيف للاستيطان الكوليونالي في ضواحي القدس والضفة الغربية.
صفقة القرن ليست خطة سلام، بل هي صفعة جديدة، وتحمل في طياتها مخاطر جمة، وتستهدف تقسيم المنطقة، وهي مخطط لطي ملف القضية الفلسطينية، وتنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة، حيث تقترح الخطة بقاءهم حيث يتواجدون وتجنيسهم في مناطق ودول الشتات والمنافي والمهاجر، مع تقديم تعويضات لهم، كذلك تطرح دولة فلسطينية محدودة السيادة ومنزوعة السلاح، بينما القدس فالخطة ترفض أن تكون عاصمة لفلسطين، وانما ستكون البلدة القديمة تحت سيطرة جهات وقوات دولية، وستبقى المستوطنات الكبرى مكانها مقابل تفكيك بعض المستوطنات الصغيرة.
كل يوم يمر يكشف من جديد نوايا الولايات المتحدة من وراء خطتها التصفوية، مما يتطلب التعجيل في تحقيق المصالحة وتوطيد اللحمة الفصائلية الفلسطينية، والاسراع في الاعلان عن موقف وحدوي فلسطيني حازم وقاطع أن امريكا طرفًا غير محايد ومعادي للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، ولن تكون مشرفة على أي مفاوضات سياسية قادمة.
لقد سمعنا وللأسف في الأونة الأخيرة بعض التصريحات من مسؤولين فلسطينيين تدعو الى التريث والتروي والعقلانية في التعامل مع ادارة ترامب، وهو ما يعني في القاموس السياسي النضالي ووفق المعجم الثوري لفكر المقاومة، تصريحات متخاذلة وانهزامية وتفريطية..!
لذلك فاننا نحذر من خطر هذه الدعوات والتصريحات الفلسطينية المشبوهة المتواطئة والمتناغمة مع الصفقة بهدف تمريرها من خلال موافقة احد الاطراف الفلسطينية، ولنعلنها بصوت واحد موحد، لا لامريكا ، ولتسقط "صفقة القرن"والمروجون لها.
بقلم/ شاكر فريد حسن