من أجل تعزيز دور الحركة الطلابية

بقلم: أحمد أبو حليمة

أدت الحركة الطلابية دوراً مميزاً ورائداً في سياق الحركة الوطنية الفلسطينية، حيث كانت مؤثرة وفاعلة في الأوضاع الاجتماعية والسياسية للمجتمع الفلسطيني، وذلك بحكم خصوصية الكينونة الفلسطينية التي تأثرت بفعل الاحتلال الجاثم على الأرض الفلسطينية، حيث كانت هي الإطار الحاضن لممارسة أنشطتهم الرياضية والثقافية والسياسية. ومنبر لإطلاق المواهب والإبداعات الطلابية المختلفة .

 وقد شكلت الحركة الطلابية القوة الطليعية المبدعة والمضحية في حركات التحرر العالمية، خاصة تلك التي قاومت سياسات الاحتلال وأدواته القمعية، وفي تعاطيها مع الأنظمة القمعية والتسلطية التي تسعى لقهر الشعوب وسلب إرادتها وحريتها .

وللحركة الطلابية دوراً مهماً وفاعلاً ومحورياً في حياة الشباب الفلسطيني حيث تحمل همومهم وقضاياهم، وتضمد جراحاتهم عند الشدائد وتحتفي بهم عند تميزهم ونجاحهم وتحتضن إبداعاتهم وتشركهم وتشاركهم في كل المناسبات.

من هنا فإن النشاط الطلابي الفلسطيني لم يكن عملاً نقابياً فحسب، بل إطاراً سياسياً ليصل إلى جموع الفلسطينيين، وهذا مرده إلى طبيعة نضال ومطالب هذه الحركة إلى جانب هويتها.

 وقد حظيت الحركة الطلابية الفلسطينية  بأهمية خاصة نتيجة للظروف السياسية التي تمر بها الحالة الفلسطينية، التي تعيش مرحلة دقيقة من مراحل الانقسام السياسي، الذي يسعى للنيل من قضية الشعب الفلسطيني لوحدته، لذا كان على عاتق الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية دور طليعي وفعال في المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني، حيث يعول عليهم في المساهمة في تحقيق الوحدة الوطنية من خلال الأنشطة والفعاليات واللقاءات والبرامج التي تقدمها للشباب والتي تنبذ الانقسام السياسي وتؤكد على الأهداف الوطنية.

إن هذا الدور الريادي للحركة الطلابية تراجع بشكل ملحوظ  خلال الفترة السابقة (منذ بداية 2007) ليصل إلي أسوا دور لها على الإطلاق ، وذلك بالشكل الجمعي الذي يمكنها من متابعة أدائها ، وعملها كما كانت في فترات سابقة ، وتعتبر حالة الركود الكبير في إطار دور وعمل الحركة الطلابية مؤشر سلبي على واقع الحياة الجامعية ، السياسية ، وكذلك الاجتماعية ، فهي تؤثر وتتأثر ، ولكن لم تستطع ان تؤثر بشكل إيجابي يمكنها من تحييد نفسها عن هذا الواقع المرير الذي أودى بها إلي عزوف عن دورها الحقيقي .

حيث بدأت المشكلة منذ لحظة التعطيل الممنهج للحياة الديمقراطية داخل الجامعات في قطاع غزة بفعل الانقسام ، وكذلك ممارسة كل أشكال التهميش والإقصاء من قبل إدارات الجامعات ، وسلبها حقها في التعبير عن ذاتها من خلال ممارسة عملها داخل ميدانها الحقيقي بالجامعة . ، وبالتالي  وبشكل تدريجي بدأت سياسة الجامعات نحو خصخصة التعليم في قطاع غزة تأخذ حيز واضح في التنفيذ والتطبيق ، بفعل غياب واضح لدور الحركة الطلابية في إطار التصدي لهذه السياسة ، وإن تكن تحركت في عديد من الجامعات ، ولكن لم تحقق أية مكاسب طلابية بفعل اذرع الجامعات الطلابية التي تفرضها كمسمار جحا على الحركة الطلابية كمجالس طلبة منتهية ومترهلة ، أو شراء الذمم من قبل بعض الأطر الطلابية التي تلتف غالبا على مواقف الإجماع وتخذل مجموع الحركة الطلابية .

غياب الحريات والعمل اللامنهجي بالجامعات مهد  الطريق أمام مزيد من الزيادة في أسعار الساعات الدراسية ، وقلة الخدمات التي تقدمها الجامعة ، وتفرد الإدارة بالطالب ، وعزوف واضح من الطلبة على المشاركة النقابية ، والطلابية بحكم التهميش الممارس بحقهم منذ اكثر من 12 عام ، العديد من الأجيال دخلت الجامعة وتخرجت ولم تمارس حقها الطلابي في الترشح والاقتراع ، وبالتالي فقدان الحلقة الأهم بالجامعة وهو صوت الطالب ، سلبه لحريته النشاطية والسياسية حال دون نضج وأهمية انخراطه بالعمل الطلابي .

وفي ظل كل هذه الظروف المعقدة بات مطلوب من الأطر الطلابية ان تعيد حساباتها جيدا ، توحيد صفوفها بعيدا عن حالة الاستقطاب ، والمناكفات ، وإعادة عملها لميدانها الحقيقي وهو داخل الجامعة ، حيث بالإمكان كسر قرار حظر الأنشطة الطلابية بالجامعات من خلال ضخ الأنشطة الطلابية المشروعة  بهذه الجامعات ، .

ومطلوب من جموع الأطر الطلابية  العمل على عدد من القضايا الطلابية من اجل انجازها ، بما يحقق مكسب ايجابي يمكن المراكمة عليه وصولا لإعادة الاعتبار للحركة الطلابية من خلال القضايا التالية :-

تفعيل دور سكرتاريا الأطر الطلابية باعتبارها جسم تنسيقي يضم منسقي الأطر الطلابية ، واحترام النظام المتوافق عليه من خلال تعزيز من ما هو جيد ، وتعديل ما هو بحاجة لتطوير بفعل تطور الأيام والاحدات السياسية والطلابية ، وكذلك العمل على تنفيذ ما تم التوافق عليه طلابيا ووطنيا ( النظام الانتخابي + ميثاق الشرف )

 العمل على كسر قرار حظر الأنشطة الطلابية بالجامعات ، وفرض الحريات الطلابية.

إنجاز ملف انتخابات المجالس الطلابية وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل وبنسبة حسم صفر% ، الأمر الذي ينهي حالة التفرد والهيمنة  ويضمن شراكة حقيقية تحول دون الرجوع للفترة السابقة .

وذلك وصولا لبيئة تعليمية تتناسب من الاستحقاقات المقبلة للطلبة ، وتعمل على تخفيض أسعار الساعات الدراسية وصولا لتعليم مجاني بالجامعات الحكومية ، وإنهاء حالة العزوف وفقدان الثقة بين الطالب ودوره في إطار فهمه لحقوقه المشروعة وكيفية تحصينها .

وكل ذلك وصولا لإعادة   الحركة الطلابية القوة الطليعية المبدعة والمضحية في خوض المواجهة النقابية و السياسية والاجتماعية ، وخاصة مقاومة  سياسات الاحتلال وأدواته القمعية، وتطوير طريقة  تعاطيها مع الأنظمـة القمعيـة والتسلطية  التي تحكمنا و تسعى لقهرنا وسلب إرادتنا.

بقلم / أحمد أبو حليمة