لمسة حب ووفاء للنائب السابق الصديق هاشم محاميد

بقلم: شاكر فريد حسن

أكتب هذه العجالة عرفانًا وتقديرًا للصديق والنائب السابق الأستاذ هاشم محاميد
، وهو على فراش المرض. فالوفاء له ولجميع مناضلي وقادة شعبنا يكون عبر تدوين سيرتهم النضالية وابراز مواقفهم المشرفة، والحديث عن دورهم الوطني في الدفاع عن قضايا شعبنا، وقضايا الانسانية عامة، وتكريمهم في حياتهم. س
هاشم محاميد هو ناشط سياسي ومناضل فحماوي عريق، ويعد من أعلام الوطنية في أم الفحم والمنطقة، وأحد الهامات والشخصيات الوطنية التقدمية، التي أعطت زهرة حياتها من أجل أن يكون مستقبل الوطن أفضل وأكثر اشراقًا واخضرارًا وازدهارًا.
هاشم محاميد من مواليد أم الفحم العام١٩٤٥، حاصل على اللقبين الأول والثاني بموضوع الاستشارة التربوية، واللقب الأول باللغة الانجليزية من جامعة تل-أبيب. عمل مستشارًا تربويًا، وكان نائب مدير المدرسة الثانوية في أم الفحم.
انتمى الى صفوف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وأمضى عقودًا من عمره في خدمة شعبه ووطنه ومجتمعه، وأسهم بتوعية جيل كامل من خلال نشاطه السياسي والوطني.
بدأ أبو اياد نشاطه السياسي والوطني واعتزله وهو نظيف اليد، مخلصًا لقضايا شعبه، مؤمنًا بانتصار قضيته المقدسة.
شغل هاشم محاميد منصب عضو كنيست منذ العام١٩٩٠-٢٠٠٣عن الجبهة الديمقراطية، ثم استقال من الجبهة نتيجة خلافات حول أساليب العمل وبعض المواقف السياسية والفكرية، وانضم للتجمع الوطني الديمقراطي، واشغل عضو كنيست عن القائمة العربية الموحدة، التي استقال منها عام ٢٠٠٢، بعد ذلك انشأ قائمة التحالف الوطني التقدمي، وترشح للكنيست الا أن قائمته لم تجتز نسبة الحسم.
معرفتي ولقائي الأول بشخص الصديق هاشم محاميد كان في نادي الحزب والجبهة الديمقراطية في قريتنا"مصمص"، حيث جاء برفقة القيادي في الحزب الرفيق محمود حسين حصري(أبو العفو)للمشاركة في نشاط انتخابي، على شرف الانتخابات البرلمانية، فتحدثنا طويلًا بعد أن أنهى محاضرته، ومنذ تلك اللحظة ربطتني به علاقة شخصية، وكنا رفاق كفاح، وشاركنا معًا في الكثير من النشاطات السياسية والتضامنية مع أبناء شعبنا الفلسطيني ابان الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الكبرى، وقمنا بزيارات تضامنية لعدد من القرى والمدن الفلسطينية دعمًا لصمود شعبنا الفلسطيني، وتعزيزًا لانتفاضة الباسلة الماجدة ضد الاحتلال.
كذلك قمنا معًا بزيارة لأصحاب البيوت المهددة بالهدم في المنطقة، وايضًا شكلنا وفدًا من المنطقة لزيارة الشاعر شفيق حبيب، في بيته بدير حنا، لاستنكار عملية اعتقاله ومصادرة مجموعته الشعرية عن الانتفاضة، بتهمة التحريض. وكنت آنذاك مراسلًا لصحيفة"الاتحاد"العريقة، فقمت بتغطية تلك الجولات والزيارت في تقارير صحفية، نشرت في حينه.
وان كان تغيب أبو اياد عن النشاطات والفعاليات السياسية والوطنية نتيجة مرضه، فهو دائمًا باق وحاضر فينا مع حجارة المثلث وصخور الكرمل ووديان الجليل، ومع أزهار الوطن، رمزًا وقدوة للعطاء والنضال، ومثالًا للمواقف الوطنية الحرة، ونموذجًا للتضحيات، ودرسًا في أخلاق القادة القريبين لنبض الشارع، والملتصقين بالشعب وهمومه.
وعهدًا أن نبقى أوفياء له، ولكل مناضلي وأحرار شعبنا، ولدروسهم في الوطنية ولمواقفهم الجذرية حتى الانتصار، وهزم المشروع الامبريالي-الصهيوني الرجعي، وتحرير الأرض والانسان.
وتحية حب وتقدير وباقة زهر من بساتين الوطن الى النائب السابق الصديق هاشم محاميد، مع تمنياتي له بالشفاء والعمر المديد.


بقلم:شاكر فريد حسن