حينما فكرت بقول شيء، فلا بد من وقفة تأمل، اين نحن اليوم بعد غياب الامين العام الشهيد القائد فارس فلسطين أبو العباس هذا القائد الذي كان من طراز استثنائي ، مجسداً بالقول ، فقد كان يحترم خصومه قبل رفاقه، حيث جمع القول والعمل بكل جوانبه،واصل حياته بكل عزم وصلابة، فكان نعم المنظر والقائد ، الرجل الشعبي، المناضل المطارد، المقاتل في في قواعد الجبهة، الامين العام للجبهة المؤمن بالقيادة الجماعية متسلحاً بغنى الثوابت.
اتذكر الشهيد الرمز القائد أبي العباس في محطات مهمة في حياة ومسار الجبهة النضالي وعملياتها البطولية والنوعية ، اتذكر دوره في الانتفاضة الاولى الثانية حيث فقدنا قامة كبيرة، وأصبحت روحه رماحاً تقاتل في سماء الوطن تطلق نيراناً على العدو، بالرصاصة والموقف المقاوم والكلمة الثورية بعد ان ارادوا تصفية الحساب معه عبر اعتقاله وتصفيته في سجون ومعتلات الاحتلال الصهيو امريكي في العراق بهدف إسكات صوته إلى الأبد.
مضى الشهيد القائد ابو العباس على درب الكفاح والثورة, تعلقت روحه في سماء فلسطين، مع أرواح الشهداء: الرئيس الرمز ياسر عرفات والحكيم جورج حبش وطلعت يعقوب وابو احمد حلب وابو جهاد الوزير وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وسليمان النجاب وسمير غوشة وعمر القاسم وعبد الرحيم احمد وزهير محسن ، ومع رواد الفعل النضالي سعيد اليوسف وحفظي قاسم وفؤاد زيدان ومروان باكير وابو العز وغسان زيدان وحسين دبوق واسماعيل حجير وبرهان الايوبي وسمير القنطار والاستشهاديين الذين رووا بدماءهم أرض فلسطين الطاهرة، إننا فقدنا هؤلاء، وفقدنا أولئك لأنهم أعطوا بدون حدود،، توحدوا مع الوطن فلم تعد تميزهم منه وعنه، إنهم مناضلون وقادة غير عاديين، أصبحوا رماحاً تقاتل وأرواحاً تحلق في سماء فلسطين .
إن اليد الصهيوامريكي الآثمة التي امتدت للشهيد ابو العباس وللقادة المناضلين، اعتقدت أنها بتصفية القادة والعقول الفلسطينية ستكون قادرة على إطفاء شعلة الثورة، وسلب ضميرها الحي واليقظ، هذا الضمير المقاوم والمنتفض والذي لا يساوم على موقف، أو مبدأ، وإن الفاشية الصهيوامريكي المنفلتة من عقالها استهدفت باغتيال القائد ابو العباس، اغتيال عنفوان الإرادة الثورية والثقة بالمستقبل.. هدفت لاغتيال الحلم النبيل بالغد.. واغتيال الموقف الصادق والكلمة الصادقة الشفافة والساطعة سطوع الشمس في وطننا الحبيب فلسطين.
ومن هنا نقول لقد مرت جبهة التحرير الفلسطينية بلحظات حاسمة وصعبة ، ولكن كانت قادرة لتأخذ دورها الريادي والطبيعي في مسيرة الشعب الفلسطيني، لانها تحمل رسالة الشهيد القائد الامين العام الشهيد ابو العباس ، من خلال ترسيخ القيم والمثل بما يعمق قدرة الثورة والانتفاضة على الاستمرار والبقاء.
في ظل هذه الظروف نقول عندما سيكتب تاريخ فلسطين بعد الانتصار.. سيكون اسم الشهيد القائد ابو العباس من الرجال.. الرجال الذين صنعوا ملحمة حية للشعب الفلسطيني، لانه الوحودي الروح والهوى، واكد على الربط بين الوطني والقومي.. والوحدة الوطنية، وحارب كل من وقعوا في أسر القطرية، والانغلاق فكان صادقاً وأميناً لمبادئ وأفكار مشروعنا الوطني الديمقراطي، لذا كان قائداً وطنياً فلسطينياً بامتياز وجدارة زرع فلسطين حباً، ، وزين بواباتها بأغصان الزيتون والغار.
وفي ظل هذه الاوضاع ونحن نقف امام ذكرى الشهيد القائد فارس فلسطين ابو العباس نؤكد ان ما تسعى اليه ادارة ترامب من رفع مستوى الضغط والمواجهة بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتفتيت دول المنطقة من خلال صفقة القرن، حيث تستعيد النبرة العنصرية والفاشية التي استعملتها اثناء احتلالها للعراق وبعد ان عممت الفوضى الخلاقة في المنطقة من خلال القوى الارهابية التكفيرية، قارعة طبول الحرب مجددا في منطقتنا ، من خلال قرار تهويد القدس،بالرغم من إخفاقاتها السياسية والعسكرية في العراق وسوريا، تستمّر بسياستها العدوانية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وضرب حق العودة والقضاء على كل أمل متعلق في إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، من خلال دعمها المطلق للكيان الصهيوني بنزعتها العدوانية، وضد كل قوى المقاومة في المنطقة في محاولة لضربها وتدجينها تمهيداً لفرض صفقتها على مقاس العدو الصهيوني ووفق مصالح أميركا في المنطقة بدعم ومساندة الأنظمة العربية الرجعية ، مما يستدعي مواجهة عربية شاملة، من خلال وحدة المقاومة العربية تحمل مشروعاً للمواجهة، مشروع تحرير فلسطين ، كما تتطلب تعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ، وتصعيد كل أشكال المقاومة والانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال، تحت راية الموقف الفلسطيني الموحد حتى الانتصار والتحرير .
ختاما : لا بد من القول في الذكرى السنوية لرحيل الرفيق القائد الامين العام ابو العباس ترجلت، نعم، ولكن نعاهدك بأن نستمر في طريق النضال بمواجهة العدو الصهيوني ، لأن الصراع معه صراع وجود لا حدود، نعم سنجعل من فلسطين قبلتنا التي لا نحيد عنها نضالاً حتى تحقيق كامل الأهداف التي قدمتم حياتكم قرباناً من أجلها.. فلسطين حرة، عربية، تقدمية، وديمقراطية.
بقلم/ عباس الجمعة