غرينبلات واجتماعات القاهرة ماذا تحمل من مفاجآت ضمن محاولات تمرير صفقة القرن

بقلم: علي ابوحبله

كشف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ترامب جيسون غرينبلات عن عقد جلسة عصف ذهني في البيت الأبيض في واشنطن، الأسبوع المقبل، لبحث مشاكل قطاع غزة. وقال جرينبلات في مقال له في صحيفة "واشنطن بوست"، أن المؤتمر الذي عقد في القاهرة يهدف لإيجاد حلول حقيقية لمشاكل غزة، مشيرا إلى أن المؤتمر سيركز على الأفكار حول كيفية تطوير اقتصاد غزة.

وكشف جرينبلات في مقاله عن لقاء عقد يوم أمس الخميس الواقع في 8/3/2018 في القاهرة، دون الإشارة إلى الأطراف التي شاركت باللقاء.وانتقد مقال غرينبلات حركة حماس واتهمها بإهمالها أهالي القطاع، ولكنه لم يلغِ إمكانية ضم حماس في حال اتخاذها الخطوات الضرورية.

وقال غريبنلات في مقاله "لا يجب السماح لحماس بالمشاركة في أي حكومة مستقبلية حتى توافق على شروط اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط – الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة – بما يشمل الالتزام علنا باللا عنف، الاعتراف بدولة إسرائيل، وقبول الاتفاقيات السابقة والالتزامات بين الأطراف".

وأضاف انه على حماس التخلي عن السلاح والالتزام بالمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وعلى حماس التطرق أيضا إلى مسألة إنسانية أخرى وإعادة جثامين الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها، بالإضافة إلى المدنيين الإسرائيليين، وقال أن هناك طريق للحل لغزة، ولكن فقط حين يكون لدى حماس الشجاعة الكافية للاعتراف بالفشل، والتوجه إلى طريق جديد، على حد تعبيره.

وقد كشفت مصادر بارزة في حركة "فتح" ما تقول إنها تفاصيل وصلتها بشأن تصفية القضية الفلسطينية تحت شعار "صفقة القرن" التي يتبناها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتنال موافقة من بعض الدول العربية.

وقالت المصادر إن هناك خلْطا كبيرا بشأن الحديث المتعلّق بالصفقة وتبنّي الأطراف الإقليمية والعربية لها، مؤكدة أنّ الصفقة لها جدول زمني ممتد على أكثر من 30 عاما، يبدأ بمراحل تمهيدية، لا تضع الأطراف كافة ذات الصلة في مأزق أمام شعوبها، وأنصارها.

وأكّدت المصادر أنّ التصوّر الإسرائيلي، الذي تتبنّاه أميركا لـ"تسوية القضية الفلسطينية"، ويسعى لإقامة دولة مقطّعة الأوصال بحدود تدريجية، يشتمل على إقامة ميناء بحري على ساحل رفح المصرية في المنطقة المتاخمة للحدود مع قطاع غزة، وكذلك إنشاء مطار في المنطقة ذاتها.

وأضافت المصادر أنّ التصوّر الذي طُرح على دوائر ضيّقة، يبدأ عبر تأسيس منطقة تجارة حرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر، تتم توسعتها تدريجيا عبْر المنطقة العازلة التي قطعت مصر شوطا كبيرا في توسعتها منذ نحو عامين، لتصل لعمق يقترب من 4 كيلومترات داخل الأراضي المصرية في شمال سيناء بطول الشريط الحدودي.

ولفتت المصادر إلى أنّ التصور يتضمّن أيضا إقامة منطقة خدمات لقطاع غزة على الأراضي المصرية، مثل إنشاء محطة كهرباء عملاقة، وخزانات وقود، بتمويل إماراتي سعودي، على أن يتم إيجاد صيغة لإدارة تلك المشروعات المتمثلة في المطار والميناء، ومنطقة الخدمات، بإشراف دولي، ثمّ يتم نقل تبعيتها وإدخالها تدريجيا ضمن حدود دولة فلسطينية، وفقا للصيغة المتواجدة في "صفقة القرن"، إلّا أن ذلك كله سيكون على مدار أعوام ليست بالقليلة، بحسب ما أكّدت المصادر.

وكانت تقارير إسرائيلية قد كشفت عن توصُّل القيادي من حركة "فتح"، محمد دحلان، لاتفاق مع الإدارة المصرية على بناء محطة لتوليد الكهرباء في رفح المصرية بتمويل إماراتي تكون مخصصة لاحتياجات قطاع غزة.

وكانت مصادر مصرية كشفت لـ"العربي الجديد"، عن ضغوط تمارسها السعودية على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للقبول بالتصور الأميركي الإسرائيلي لتسوية القضية الفلسطينية، والذي يقوم على إقامة دولة فلسطينية مقطعة الأوصال بحدود تدريجية، ضمن ما يشبه إعادة ترسيم للمنطقة بالكامل، موضحةً أن مشروع "نيوم" الذي يسعى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لتنفيذه في منطقة البحر الأحمر، يعدّ أحد مكونات تلك التسوية الإقليمية الكبرى.

وهذا ما يطرح السر عن فحوى الاجتماع الذي عقد في القاهرة بحضور المبعوث الأمريكي غرينبلات وأطراف لم يحددها لبحث أوضاع غزه والاجتماع الذي سيعقد في البيت الأبيض الأسبوع القادم حسب ما أعلن عنه غرينبلات في صحيفة واشنطن بوست لبحث أوضاع غزه للخروج من مأزق ما تعانيه غزه

والاشتراطات التي خرج بها غرينبلات بخصوص حماس وقوله لا تشارك حماس في أي حكومة مقبله ما لم تعترف بشروط الرباعية الدولية وتعترف بإسرائيل وتتخلى عن السلاح وتخلي جثامين الأسرى الإسرائيليين وتعلن عن مسؤوليتها فيما آلت إليه أوضاع غزه

يمكن الاستدلال من حديث غرينبلات انه اجتمع بمسئولين فلسطينيين ليغريهم بالقبول بخطة صفقة القرن والقبول باندماجهم بالعملية السلمية ويبدوا من الاستدلال أن هناك جهود مصريه بذلت بهذا الشأن وان زيارة الوفد الأمني المصري والاجتماعات التي عقدها مع مسئولي الفصائل والعشائر والدعوات والتصريحات التي صدرت لتشكيل حكومة إنقاذ وطني لغزه كانت جميعها تصب في محاولات شق وحدة الصف الفلسطيني لأجل تمرير صفقة القرن

خاصة وان التصريحات للمسئول الأمريكي ترافقت مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة والإعلان عن الشروع ببناء مدينه على البحر الأحمر في سيناء" مدينة نيوم " وتعهد الرئيس المصري السيسي بمنح ألاف الهكتارات من الأراضي المصرية في سيناء لبناء المدينة التي يروج على أنها لتوطين اللاجئين الفلسطينيين

ويستدل من تصريحات غرينبلات أن هناك خطه تستهدف فصل غزه عن الضفة الغربية وان من ضمن ألخطه التي سيخرج عنها اجتماع البيت الأبيض جملة قرارات لتخفيف الحصار عن قطاع غزه ,وان هناك خطه يبلورها البيت الأبيض لإنهاء حكم حماس والقوى والفصائل المسلحة تمهد للبديل عن حماس وفق المخطط الذي تخطط له أمريكا مع دول عربيه بهدف تمرير مخطط صفقة القرن من غزه والاستفراد بالقيادة الفلسطينية في الضفة الغربية وإيجاد البديل الذي يكون بمقدوره للقبول بصفقة القرن

لقد دخلت القضية الفلسطينية منعطف الخطر وما لم يتم تدارك الموقف والشروع في توحيد الصف الفلسطيني بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية خاصة وان تصريحات البعض من المسئولين الفلسطينيين باتت تتماهى مع المخطط الأمريكي وتوصيات مؤتمرات هرتسيليا للأمن والمناعة الاسرائيليه وتعمل جل جهدها لوضع العصا في دواليب إنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني , قد تكون الأسابيع القادمة حاسمه وتحمل مفاجآت وباتت تتطلب موقف فلسطيني يرقى لمستوى تطور الأحداث ومواجهة مخطط تمرير صفقة القرن وتبدأ بغزه .

فهل للجميع أن يدرك الخطر الداهم الذي بات يهدد الفلسطينيين جميعهم ويهدد قولا وفعلا بتصفية القضية الفلسطينية ضمن المخطط الأمريكي الصهيوني وانخراط البعض من النظام العربي بمخطط إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية وجميعها ضمن مؤشرات ومضمون تصريحات غرينبلات في صحيفة واشنطن بوست.

بقلم/علي ابوحبله