إن معظم دول العالم في حروبها ، تبحث عمن يدخل بينها بشكل مباشر أو غير مباشر ، للوصول إلى هدنة أو إتفاق ، ينهي الحرب ، وهذا يحصل عندما تتضح الرؤيا عن مدى الهزيمة أو الإنتصار ،، والقائد الحذق إن كان عسكرياً أو سياسياً يستطيع الخروج من الحرب بأدنى الخسائر إن كان منتصراً ، فكيف إن كانت الحرب ستسفر عن هزيمة ، فمن باب أولى أن يوفر السبل والطرق لتجنب الخسائر ، فيكتفي بهزيمة تخفيفاً للخسائر بشراً كان أو حجراً .. هذا بين الدول ،، أما فيما بين الشعب الواحد فالأمر يحتاج إلى الكثير من الحكمة والدقة في التعامل مع الأطراف على الأرض ، فكل منطقة لها الخصوصية في التعامل ، لكن في النهاية يكون الهدف واحد يتمثل في : حقن الدماء وتجنيب الدمار ،، وحدة البلاد وتماسكها ،، عدم السماح للتدخل الخارجي السلبي الذي يؤجج الصراع لاستدامة الحرب ،، تكثيف الجهود الصادقة التي تسعى لتوطيد عرى الحكمة البالغة ، في التعامل مع الذين يتم التفاوض معهم ،، تعزيز وترميم الثقة ، للوصول إلى صيغة تبنى عليها طرق وسبل التسويات والمصالحات ،، إعادة التأهيل لكل شرائح المجتمع في نشر هذه الثقافة التي كنا نعيشها بالفطرة فجاءت الحرب وخدشتها .. لذلك عمل أعداء الأمة العربية والإسلامية في بث التفرقة على أرضية المذهبية والطائفية ، في البلاد التي وجدت فيها أذن صاغية للفتنة ، فغذتها بالمال ، لقتل روح العيش المشترك والإنسجام اللامتناهي بين أفراد الشعب الواحد وشرائحة المجتمعية والدينية والمذهبية ،، لذلك نحن اليوم بأمس الحاجة الى إيصال الصوت للذين يرفضون كل أشكال المصالحات والتسويات ، لسنا بصدد معرفة أسباب الرفض ، بالقدر الذي نحن بصدد سماع صوت وتحكيم العقل للحفاظ على الحياة البشرية ، والحفاظ على أملاك الناس وبيوتهم حتى لاتأخذها الحرب بطريقها ،، الوطن ،، بشراً وحجراً ،، مسؤولية الجميع ، من استطاع أن يحقن دماً ، وأن يبني حجراً ، وأن يقدم صلحاً ، وأن يتكلم كلاماً يؤدي إلى خير العباد والبلاد ثم قصر ، أو أدار ظهره ، فهو آثم .. حان الوقت لوضع النقاط على الحروف وكل منا في موقع مسؤوليته مهما كانت بسيطة ، أن يضع بصمته ، للوصول إلى بر الأمان وشاطئ السلام ، ونترك لمجتمعنا رسالة يهتدي بها في الأيام القادمة ،، فالفتنة ليس لها زمان ولا مكان ،، وكل ذلك دروس وعِبَر يسجلها التاريخ ، ويستفيد منها العقلاء والحكماء ... سورية ،، باتساع الأرض.
بقلم/ وسيم ونى