بعد كل ما جرى من صمود شعبي وطني وثورة ومقاومة وانتفاضات وثبات شعبنا على الأرض وما تخلل ذلك من مؤامرات بداية من الكرامة مرورا باحداث أيلول إلى جنوب لبنان ثم بيروت إلى تونس والشتات ، وبعد ذلك أوسلو وانتهاءًبسلطة ٍ ضعيفة لا تستطيع حماية شعبها من أي خطر وبروز قيادات هزيلة طفيلية تتغذى على الكذب والإدعاء والبلطجة ناهيك عن العنتريات الفارغة والتعالي والاستعلاء حتى على الملوك والرؤساء وكأنهم صفوة البشرية .!
فنراهم أمام جندية ساقطة مثل الفئران المختبئة من القطط.
كل ذلك وشعبنا للأسف مسلوب الإراده بعد ادمانه على المهدئات من خلال الرواتب بداية..ومرورا بالقروض وليس انتهاء بالولائات لأشخاص أقل ما يقال عنهم سقط المتاع
أما الشباب والفتية الذين كانوا قبل مرحلة هم وقود العزة والكرامة المتأجج فقد تم إفقادهم فيتامينات النخوة والشهامة والمبادرة حتى أصبحوا مجرد أشباح تسير نحو هدف واحد وهو الإستهلاك ( الموبايل الجديد البنطال الساحل والممزق والشعر المنفوش والتصكع في الطرقات ورأيناهم في الجامعة كيف يتفرجون على اعتقال زميل لهم وكأنهم خشب مسنده ولا نلومهم لأن ثقافة جديدة تم ترسيخها وما عاد لديهم الثقة وهم لا يمتلكون الأمل بالمستقبل..
لم يعد الوضع كما كان قبل عقدين من الزمن فالشارع عاد شارعا مُشرعا لكل من هب ودب والمسجد أصبح يحكمه خطيب جمعة لا ينطق عن الهوا بل هو وحي يوحى بالكذب والدجل والنفاق.. يقول ما يطلب منه ولا ما تعلمه من الكتاب والسنة
ويتسائل العامة من الناس لماذا تتكالب علينا الخطوب والمحن ويستخف بنا العالم
ويتعالى فرعون العصر ترامب ويحد مصيرنا في المنطقة ويتصرف بالقدس وكأنه نبي جديد أسري به من البيت الأبيض إلى المسجد الأقصى ..!؟
نعيش مرحلة من أسوأ مراحلنا التي عشناها منذ النكبة وكأننا مع بوادر نكبة جديدة
تنهي مستقبلنا وتلغي قضيتنا لتترسخ إسرائيل كدولة عظمى على أرضنا ..!
أين نذهب ..!؟
سؤال بدأت بوادره تتبلور مع ما تم طرحه خلال صفقة القرن ..
هذه الصفقة التي يتم تداولها على جميع المستويات الرسمية والشعبية وخلف الكواليس وبكل ما يعتريها من غموض وكأننا أمام أحجية تحتاج منا أن نحزر سرها وجوهرها ..
كلام كثير واشاعات وتحليلات يتم طرحها على وسائل الإعلام وكأن الأمر مطروح للخيار وليس للنقاش
بمعنى أمامكم كذا وكذا أو كذا وكذا فاختاروا أخف الأضرار
فما هو مطروح مثل المثل (صحيح لا تأكل ومقسم لا تقسم وكل حتى تشبع )
أما دويلة في الضفة مع تواصل مع الأردن وغزة في سيناء مع تواصل مع مصر
أو كيان كنتونات في الضفة مع سيطرة إسرائيلية ومستوطنات قوية أو تهجير إلى سيناء وخذو ترليونات وعيشوا ..!
ما الذي يراد من كل هذه الشائعات ..!؟
وما الذي يمكن أن يحصل ونحن كفلسطينيين أصبحنا مشلولي الإرادة بحكم الضعف الذي تم فرضه علينا وقد تم تجريدنا من كل الأسباب القوة والمنعه..!
هل سنستسلم ونقول هذا قدرنا .!؟
علما أن كل ما هو مطروح وأعيد وأكرر ( شائعات ) وهل إذا صح هذا هل نستسلم ..!؟
إن صح ما يقال فنكون أمام عالم متغول فقد إنسانيته وأصبحنا نعيش في غابه فعلا
ولذلك ليس أمامنا سوى خيارين لا ثالث لهما إما الإستسلام والرضوخ لهيمنة القوة
أو نتعايش مع قانون الغاب ونتحول إلى وحوش ضاريه ونتجرد من إنسانيتنا
وعكس ذلك سنصبح رغما عنا مجرد أرانب مذعرة يطاردنا الصيادون ونحن نبحث عن جحور تأوينا ..!
أخيرا .. أعتقد أن العالم ما زال فيه بشر عقلاء ولم يصل إلى هذه الدرجة من الوحشية ..
وإذا كانت امريكا قد وصلت إلى هذه الدرجة من الوحشية المنحطة وترامب يكشر عن أنيابه وهو يطلق صرخاته ويقول.
(سنأكل وبتلع بترول العرب وندفعهم ثمن حمايتنا لهم نعيدهم إلى القرون الوسطى )
فما زلت أعتقد أن في العالم من لا يزالوا يحافظوا على إنسانيتهم وأخلاقهم ويرفضون ترامب ووحشيته
ولذلك أرى أننا امام إمتحان صعب إما أن نحشد الدعم والتأييد من الدول المعنية
ونقف أمام الوحش الذي يمثله ترامب وحلفائه مع إسرائيل .
أو يا وحدنا وليس لنا سوى الله ..ولنتحول إلى وحوش ضارية ونكشر عن أنيابنا نشمر عن أذرعنا ونأكل الأخضر واليابس بالحجر بالبندقية بالسكين بالأحذية
ودون ذلك التشرد في الصحاري والموت خوفا كالأرانب
ستسقط صفقة ترامب حتما ...لأنه هو ساقط فعلا ً
#منذرارشيد_رأي