أمس، أستهدف موكب رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله واللواء ماجد فرح رئيس جهاز المخابرات العامة، وبقدرة قادر نجيا من محاولة الاغتيال، بعبوة ناسفة، ودون أن تسفر عن اصابات.
وحتى لا نطلق الكلام على عواهنة وتوجيه أصابع الاتهام لهذه الجهة أو تلك، ما دام لم يتم القبض على المشتبه بهم، فأننا نقول ان هذه العملية الجبانة لا تخدم سوى الاحتلال ومصالح المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة وبعض المأجورين المرتزقة المقتاتين على الانقسام والرافضين لوحدة الصف الفلسطيني.
ما جرى من محاولة اعتداء واغتيال على موكب الحمد الله أقل ما يقال عنه أنه عمل جبان وخسيس ودنيء، وعملية مرفوضة ومستنكرة من جميع أبناء شعبنا وأطيافه السياسية وقواه الوطنية ومؤسساته المجتمعية، وهي تستهدف العبث بأمن قطاع غزة، وضرب أي جهود لتحقيق الوحدة والمصالحة بالأساس.
استهداف موكب الحمد الله، على خطورته وأبعاده وأهدافه، يجب ألا يؤدي الى انعكاسات سلبية على جهود تحقيق المصالحة، بل أن الاستهداف يؤكد الحاجة الى انجازها بأسرع وقت وانهاء الانقسام بكل تعبيراته، وفي مقدمة ذلك توحيد مؤسسات السلطة، بما فيها الأمنية، وذلك لسد الطريق على المتربصين من أعداء شعبنا، وكل المتضررين من المصالحة الوطنية الكبرى.
ان محاولة تفجير موكب الحمد الله، يعيد الى أذهاننا مشهد محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم، مسؤول قوى الأمن في قطاع غزة قبل حوالي خمسة شهور.
اذن فثمة عامل مشترك ومستفيد، فمحاولة اغتيال اللواء"أبو نعيم"جاءت بعد أسابيع قليلة من اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وحادث موكب الحمد الله يجيء بعد تمكن الوفد الأمني المصري خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة، من احداث انفراج في ملف المصالحة، وحمله مقترحات جديدة بخصوص الأمن والجباية والموظفين، ولذلك فأن الحادثين يراد بهما ضرب الأمن في القطاع مع أجواء المصالحة في الشارع الفلسطيني، ليضرب بذلك عصفورين بحجر واحد، وهذا ما أشار اليه وأكده مراقبون ومحللون سياسيون فلسطينيون.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني تيسير محيسن:"ان من يقف وراء الانفجار هو جهة لا تريد للمصالحة الفلسطينية أن تستمر ، وتريد خلق عوائق أمام اتمامها، كما تريد هذه الجهة أن توجد حالة من الصراع ببن طرفي الانقسام، والتي بدأت فعلًا من خلال تراشق الاتهامات، والاتهامات المضادة، وتحميل"حماس"المسؤولية عن التفجير، ورد الأخيرة على ذلك".
الجميع مطالب بادانة هذا العمل الجبان، ويجب فتح تحقيق فوري وعاجل لكشف كل ملابسات الجريمة، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم العدالة، والاسراع في تنقيذ بنود اتفافات المصالحة، بما يخدم مصالح شعبنا الوطنية وقضيته العادلة ونضاله التحرري لاجل الاستقلال والحرية وبناء الدولة المستقلة على ترابه الوطني.
بقلم/ شاكر فريد حسن