تفجير الموكب ليس للقتل بل شرارة نقل العنف إلي غزة ولأن الرسالة هي لإحداث صدمة كانت في موكب مسؤول كبير مثل رئيس الوزراء ولكي يتم من خلال هذه الرسالة تجهيز الساحة الغزاوية لتبادل اللكمات كما حدث ويحدث في ليبيا فالفاعل ليس مهما في هذه الحالة إلا في معرفة الجهة التي تقف وراء التفجير فقد تكون من هنا أو من هناك ومعرفة الجهة التي تقف وراء التفجير يحل لغز الهدف من التفجير ولأن الهدف كما أعتقد ليس تفجير المصالحة بقدر ما هو أكبر من موضوع المصالحة التي تتأثر بالتأكيد ولكن لأن المهم لدي الفلسطينيين هي قضية المصالحة فالجميع ذهب إلي أنها الهدف ونسوا أننا ساحة مفتوحة للقوة الناعمة منذ زمن وتحدث فيها الصراعات بالمال والمساعدات والنفوذ والتجنيد والإستقطاب والمشاريع وصولا للكوبونة ليأتي وقت اللكمات العنيفة والقوة المفرطة وهذا كان يعرفه الجميع وحذرت منه في مقال قبل شهر حين وضحت بشكل جلي اللكمات الأولي أمام الجميع وكانت أحيانا عبر البث الفضائي المباشر.
الآن بعد هذا التفجير تتحول غزة إلي حلبة للمصارعة والبيئة مهيأة تماما وكل الدول المتداخلة في فلسطين وهي كثيرة بالمناسبة تكاد تغطي أجهزة إستخباراتها كل شبر في غزة والضفة الغربية أيضا وهؤلاء المتداخلون في الحالة الفلسطينية كثر ولذلك في إعتقادي لا الجهة الرسمية في غزة ولا الجهة الرسمية في الضفة الغربية يمكنها أن تكون متورطة في مثل هذا الحدث رغم المسؤوليات الأمنية عن الوقاية من مثل هذه الأحداث.
لا تبحثوا كثيرا لكي لا تصطدموا بما يشبه حادثة إغتيال الحريري في لبنان حين تصطك الأسنان ويضع كل منكم يده علي رأسه متفاجئا فلا يستطيع الكلام أو التصريح فالقصة أكبر من جماس ومن السلطة في رام الله وهذا ما كان يحدث في دول دمرها الزرع الناعم اذي سبق بداية التخريب وأصبح في فم كل الأطراف في تلك البلاد ماء وخربت بلادهم ولم يستطيعوا وقف الطوفان فمن أطعم الفم تستحي منه العين ...
فوتوا محاولات المعرفة بما حدث لعدم قدرة الجميع علي الإفصاح وتعلموا درس الوحدة السريعة جدا قبل فوات الأوان إن لم يكن قد فات.
علي الجميع بصق الماء من فمه كي لا تستحي العيون فهل هذا ممكن؟
فالذي رضي بالصراع المالي المتعدد الأطراف الناعم في غزة والضفة لمصالحه هو من جلب أو يجلب الدمار والقضية لا تحتاج ذكاء بقدر ما تحتاج نقاء وانتقاءا واللكمات لن تقتصر علي غزة بل ستكون بالتأكيد في الضفة الغربية عند الجاجة وهي قادمة في وضعنا المهلهل والمطلوب تدميره ذاتيا بالريموت .. خوفي أن تكون المحطة الجاية فاتت.
بقلم/ د. طلال الشريف