المتتبع لدول الاتحاد الأوروبي يلحظ أنها لا يمكنها الخروج من العباءة الأمريكية فمع رفضها لما أقدم عليه ترامب إلا أنها وافقت على شرطه من استثناء القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية ، وهي تلتزم بهذا الشأن بإملاءات ترامب خدمة لمصالحها أولاً دون النظر إلى المخاطر المترتبة على ذلك ضد الشعب الفلسطيني ، فهي بالطبع ستسير وفق رغباته أي ترامب ورغبات نتنياهو والكيان الصهيوني بإلغاء الأونروا وإسقاط حق العودة والإقرار بالمغتصبات الصهيونية في أراضي الضفة إلى جانب التسليم بالقرار الأمريكي بالقدس عاصمة للدولة العبرية.
والسلطة الفلسطينية تحاول جاهدة ثني ترامب عن قراره ، لكن هذه المحاولات في ظل موقف عربي وإسلامي متردد ورفض لا يسمن ولا يعني من جوع فإن نرامب يرى أن الفرصة مواتية لتحقيق حلم الصهيونية بامتلاك فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر ، وما السكان الفلسطينيون وفق نص وعد بلفو ر إلا طوائف سيجري التخلص منهم تدريجياً إما بالتشجيع والمغريات أو بالجبر والإكراه وتضييق الخناق .
وأمام هذا الواقع المزري والخطير فإن المطلوب فلسطينياً الإعداد لمواجهة المرحلة والمستجدات وتعبئة الشعب الفلسطيني وإعداده لكل ما هو جديد وحشد الشارع العربي والإسلامي الى جانب الشعب الفلسطيني للتصدي للتصعيد الأمريكي ضد الفلسطينيين ، لأن الغدر من شيم الأميركان واليهود ، وحسن النوايا والاستكانة والاستجداء تؤدي إلى ضياع الحقوق بل إلى تنفيذ كل ما يريده العدو الطامع الصهيوني والأمريكي على حساب أرضنا وحقوق شعبنا وكرامتنا ودماء الشهداء الذين قضوا دفاعاً عن الأرض والشعب والأمة.
فلا يحك جلدك غير ظفرك ولا تنال المنى إلا بترتيب البيت الفلسطيني ولم الشمل العربي والإسلامي والإنساني حول قضية شعبنا المركزية فأوروبا تبحر في المركب الأمريكي لا تفترق عنه ومصالحها تتناغم مع ما تريده امريكا وعدونا الصهيوني.
بقلم/ عبدالحميد الهمشري