مسيرات العودة الكبرى .. مصدر إزعاج للكيان الصهيوني

بقلم: غسان مصطفى الشامي

لن ترهب شعبنا المؤامرات الأمريكية الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية وخلق واقع جديد يخدم الكيان؛  ولن تخيف شعبنا التهديدات المستمرة من الكيان بشن  حرب على قطاع غزة  وتشريد وتهجير أهلها لتنفيذ مخططات صفقة القرن، بل إن هذا الشعب  الصامد الأبي الذي يقترب عدده من عشر ملايين فلسطيني سيواصل جهاده ونضاله حتى تحرير كل شبر من أرضه السليبة، ولن ينسى الصغار قبل الكبار الحقوق والثوابت الفلسطينية.

إن قضيتنا الفلسطينية المقدسة  تمر هذه الأيام  بمرحلة دقيقة وحساسة، يعمل الصهاينة والأمريكان ليل نهار من أجل استكمال مشاريع التهويد والسرقة لأرضنا الفلسطيني وإجهاض حق العودة واستكمال مخططات التهجير والتشريد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل، ومواصلة مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك.

إن مسيرات العودة الكبرى التي يستعد أبناء شعبنا الفلسطيني لها والتي ستخرج في ذكرى يوم الأرض 30 آذار، وذكرى نكبة فلسطين إلى الحدود الزائلة - يحسب العدو الصهيوني لهذه الحشودات والمسيرات ألف حساب؛ بل إن الفعاليات الجماهيرية والحراك الشعبي الذي يتناول حق العودة، وحقوق اللاجئين تشكل دوما مصدر قلق وإزعاج للكيان لأنها تشعل حب الأرض في روح و قلوب الأجيال الجديدة، وتذكرهم أن هناك عدو سرق أرضهم واستباح ديارهم.

إن هذه المسيرات تشكل رسالة لكل المتآمرين على أبناء شعبنا ولكل أصحاب مشاريع التصفية لقضيتنا المقدسة، و أن هذه المشاريع بإذن الله  إلى زوال وسيفشلها أبناء شعبنا الفلسطيني بثباتهم وصمودهم على أرضهم ..

رغم اشتداد المؤامرات على شعبنا الفلسطيني في هذه المرحلة، ومواصلة الدعم الأمريكي والغربي للكيان في جرائمه ضد أبناء شعبنا إلا أن حقوقنا في أرضنا والعودة إليها لا تقايض ولا تساوم بأي ثمن، وسيواصل شعبنا  مقاومة الاحتلال وحشد كل الطاقات واستخدام كل الوسائل في مواجهة الاحتلال والدفاع عن أرضنا مع إيماننا العميق أن أرضنا لن تحرر إلا بالقوة ومواجهة الكيان في معركة التحرير القادمة.

إن الكيان الصهيوني يستعد لمواجهة المسيرات الجماهيرية التي ستخرج للحدود، وهو يعد برنامج تدريبي لقواته لمواجهة هذه الزحوف الهادرة ومنعها من الوصول إلى الأسلاك الزائلة حسب ما أعلنته وسائل الإعلام العبرية، حيث يدرك جيش الاحتلال مدى إصرار الجماهير لاختراق الحدود والوصول لأبعد نقطة، لذا فهو يعمل على التحضير والاستعداد لمواجهة سيل هذه المسيرات على الحدود الزائلة، فيما يخشى أي حدث أمني قد يخرج عن الحسبان ويكلف العدو الكثير .

إن مسيرات العودة هي ليست بالحدث العابر بل تحمل الكثير من الأهداف والرسائل إلى الكيان والأمريكان والمتعاونين معهم من الأنظمة، وأهم هذه الرسائل أنه لا تفريط بأي شبر من أرضنا الفلسطينية، ولا تفريط بالثوابت والحقوق الفلسطينية، ولن يستطيع الكيان أن يفرض مؤامراته أو مشاريعه على أبناء شعبنا.

إن شعبنا الفلسطيني يصبر طويلا شعبنا الفلسطيني على الحصار والإغلاق واستمرار جرائم القتل والتهويد والتغول الإسرائيلي على أرضنا و حقوقنا الثابتة، وهو يرسل رسالة إلى الصهاينة والقوى الغربية رافضا مشاريع التوطين ومشاريع التسوية والمؤامرات الخارجية وعلى رأسها المشروع الأمريكي الجديد المتمثل بــ ( صفقة القرن ).  

إن صراعنا مع الاحتلال الصهيوني طويل، وإن الكيان يعمل على مواصلة الاستيطان والتهويد في أرضنا منذ عام 1967م، وإن الميزانية التي أقرها الكيان الصهيوني حتى العام القادم 2019م تدعم مشاريع تهويد أرضنا وبناء المزيد من الكتل الاستيطانية حتى رصدت الحكومة الصهيونية حوالي 140 مليار دولار للأمن والاستيطان وصادق الكنيست الصهيوني على هذه الميزانية وهي تعمل بصورة أكبر على تكثيف المشاريع الاستيطانية وتطوير القدرات العسكرية للكيان، وهو ما يؤكد على نوايا الاحتلال الصهيوني في التغول في جرائمه بحق شعبنا وأرضنا المحتلة .

إن مسيرات العودة التي ستخرج وسط الظروف الصعبة التي يحياها أبناء شعبنا الفلسطيني وقطاع غزة هي بالتأكيد تحدٍ كبير لسياسات الاحتلال الصهيوني وجرائمه بحق شعبنا حيث يخرج أنباء شعبنا بكل فصائل وقواه الحية ليقول كلمته في وجه المؤامرات التي تتكالب عليه وهي رسالة مفادها أن الأرض وحق العودة على رأس الأولويات في نضال شعبنا، وهي رسالة تعبر عن الرفض القاطع لصفقة القرن ومشاريع التسوية لقضيتنا الفلسطينية..    

إن مسيرات العودة تمثل خيار المقاومة وخيار والجهاد حتى تحرير كامل الأرض الفلسطينية وهي تفضح مسارات الخيانة والتساوق مع مشاريع الاحتلال، وهي تكشف اللثام عن أعوان الاحتلال الذين يعقدون المؤامرات هنا وهناك ويسوقون لمشاريع الاحتلال وسياساته من أجل إنهاء قضيتنا الفلسطينية .  

هذه المسيرات هي صوت الشباب والرجال والشيوخ والأطفال وصوت النساء إلى كل العالم بحقنا الأكيد مقاومة الاحتلال من أجل تحرير أرضنا المقدسة والعودة إلى ديارنا التي هجرنا منها في نكبة عام 1948م، والمطلوب من الجميع التحشيد لهذه المسيرات من أجل مشارك الكل فيها ولتكن مسيرات مليونية نحو أرضنا وديارنا المحتلة.

إلى الملتقى،،

بقلم / غسان مصطفى الشامي

[email protected]