من نافلة القول، أن المصالحة الوطنية باتت في حكم الماضي، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة، جراء اطلاق رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن رصاصات الرحمة في ظهرها، وذلك بتهديداته ومعاقبة قطاع غزة من النواحي المالية والقانونية والادارية، واتهامه المباشر حماس بتدبير الانفجار ضد موكب الحمد الله ، الأسبوع الماضي.
لقد زاد محمود عباس الطين بلة بهذه التهديدات ضد قطاع غزة، أفلا يكفي ما يعيشه من أوضاع مأساوية وكارثية، نتيجة تفاقم الحالة المعيشية جراء الحصار الخانق والعقوبات المفروضة من قبل عباس وحكومته..!!
ان تصريحات محمود عباس التي اطلقها في خطابه الأخير، تشكل تهديدًاحقيقيًا للوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعطي الضوء الأخضر للحصار الذي تفرضه حكومة العدوان وسلطات الاحتلال على قطاع غزة،،كذلك تنال من مقومات الصمود في مخيماتها وأزقتها ومحافظاتها، خصوصًا في هذه المرحلة التاريخية الصعبة والحرجة التي يمر بها.
أقوال وتصريحات وتهديدات محمود عباس، أقل ما يقال عنها انها غير مسؤولة ومرفوضة. وخاصة انها صادرة عن رئيس للسلطة الفلسطينية، الذي من واجبه لملمة الجراح، وتهدئة الوضع وليس توتيره.
هذه التهديدات تقوض فرص النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني، وانجاز المصالحة التامة وتحقيق الوحدة الوطنية، وهي أيضًا تعزز فصل شقي البرتقالة الفلسطينية، فصل الضفة الغربية عن غزة، تمهيدًا لتنفيذ وتمرير المخطط التصفوي الأمريكي-الصهيوني الجديد، المعروف بصفقة القرن.
باعتقادي أن حادث تفجير موكب الحمد الله في غزة هو عمل عدائي جاء بهدف تعميق الفتنة الداخلية، وكان واجب عباس أن يكون أكثر عقلانية وترو ، وأكثر بعد نظر ورؤية سياسية، وأن لا يطلق تصريحات من هذا القبيل واتهام حماس بشكل مباشر، قبل الوصول الى نتائج التحقيق.
ان عباس بأقواله وتهديداته لغزة قطع ما تبقى من شعرة معاوية، وشعبنا مطالب بكل فئاته وشرائحه وقواه الوطنية الحذر من الوسواس الخناس، والتنبيه من التغجير القادم،،ومن محاولات النيل من لحمته ووحدته الوطنية، وغزة هاشم بلا شك مقبلة على مرحلة متفجرة
بقلم:شاكر فريد حسن