موسى احمد محمد يرحل بعد معاناة

بقلم: عباس الجمعة

للشهداء نكتب رغم الصعاب ، نتحدث بوضوح عن سيرتهم , ولذكراهم تنبت الذاكرة ألف سنديانة , ولهم نزرع الأرض بالحناء , وأشجار الزيتون .

استذكار موسى محمد ابو فريد او ابو محمد او ابو علاء اسماء حملها فهو كان ينتمي الى الزمن الجميل، عندما كان النضال بعيداُ عن الأنانية، والإقصاء، والبحث عن الخلاص الذاتي والمصالح الخاصة.

أعلم أنه من الصعب استيفاء هذا الواجب، الذي لا يستوعبه إلاّ من ناضل وقاتل وانتمى لفلسطين، موسى احمد محمد عانى الكثير في حياته .

موسى ابو فريد الاسم الذي حمله في جبهة التحرير الفلسطينية الذي انتمى اليها في سن مبكر ، اسم على مسمى، ناضل وقاتل دفاعا عن الثورة والجبهة والشعب الفلسطيني وتصدى مع رفاقه للاجتياح الصهيوني للبنان والذي شهد أوّل احتلال للعدو لعاصمة عربية وهي بيروت.

تولى العديد من المهام ، وهو من الجنود الذين يطغى على سلوكهم الالتزام الوطني ، ولأنه كذلك، كان محب لرفاقه وجبهته التي تذكره , بعناده النبيل ، لم تقف مسيرة نضاله عند مرحلة محددة من مراحل النضال والتضحية ، الذي تربى في مدرسة جبهة التحرير الفلسطينية ، مدرسة الشهداء القادة العظام ابو العباس وطلعت يعقوب وابو احمد حلب ، هؤلاء القادة الذي احبهم موسى محمد لانهم القادة الذين كانوا في الميدان يتقدمون الصفوف في معمعان الكفاح والنضال والثبات على المواقف والمباديء .

يقف الشهيد اليوم في صرحه وعيونه ترنو نحو الوطن، الكثير منا في مثل هذا اليوم، يستدعي الزمن والذكريات في محاولة لاستحضار الوجوه والملامح التي غادرتنا في لحظة استثنائية من سنوات العمر، كلّ ذلك يجري من اجل ان نستنهض القيمة الواقعية للتضحية بالروح التي قدمها الآلاف من ابناء فلسطين الذين تسابقوا على الموت، ففي التفاصيل بحر من البطولات التاريخية لشعبنا ، تتلمس اليوم معالم دربها صوب الحرية والاستقلال والعودة .

من هنا سيبقى الشهداء، يملأن الزمان والمكان في مواجهة مشاريع التصفية ،وما دمنا بهذا الصدد فإننا نشير ان الإدارة الأمريكية وحلفائها لم ينجحون في تمرير المشاريع التي تستهدف قضيتنا , فشهداء ومناضلي فلسطين يكتبون خارطة فلسطين بدمائهم ، وهذا يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية حتى نتصدى للمشاريع المشبوهة التي تستهدف تصفية قضيتنا الفلسطينية، وبالذات حق العودة، وتجديد التأكيد على أن البديل عن هذه المشاريع المشبوهة هو بالمؤتمر الدولي كامل الصلاحيات تحت مظلة الأمم المتحدة هدفه الوحيد تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا لا التفاوض عليها، وعلى رأسها القرار الأممي 194.

ختاما :الراحل موسى ابو فريد، شكل نموذجاً للصبر والصمود والثبات ، وسيبقى في الذاكرة الحية مهما طال الزمن، وسيبقى حياً بيننا بخصاله ومناقبه ومسيرته الحافلة، واقول انه من الواجب ونحن في وسط هذا المشهد الرديء ان نقدم شيئا بسيطا من التكريم لهؤلاء الذين انحدروا من طينة اخرى ووهبوا ارواحهم قربانا لحرية فلسطين وكرامة شعبها ، فتحولوا الى مناضلين لأرثٍ وطنيٍ جميل يتغنى به الجميع، فالمجد والخلود للشهداء.

بقلم/ عباس الجمعة