هل ستصبح غزة إقليم متوحش ..!؟

بقلم: منذر ارشيد

لم أكتب ما كتبته بأني سأتوقف عن الكتابة إلا بسبب ما جرى بعد الجريمة النكراء التي حصلت " وقد وجدت نفسي محاصرا بين أكثر من رأي وأكثر من تحليل لا بل فوضى من التحليلات والاراء المتناقضة ,, فما عدنا نعرف الصح من الخطأ.. والكل يتخبط من خلال تغريدات وتصريحات تصب في خدمة من خططوا للعمل الإجرامي المقيت .

وما جعلني أعود للكتابة على الأقل في هذا الموضوع , هو بحصة علقت في حلقي أزعجتني وكادت تخنقني وقررت أن أبقها .

ذهول غير معقووووول ...

ما زلت في حالة الذهول والصدمة بعد حادثة الإنفجار التي استهدفت الدكتور رامي الحمد الله واللواء ماجد فرج ,, فلو لا قدر اله أصاب الدكتور رامي أي مكروه لانقلبت الأمور إلى كارثية
ألف حمدا لله على سلامة الأخ الدكتور رامي وكل من كان معه من إخوة أعزاء على الوطن وأهليهم
الذهول الذي أصابني لا بل الصدمة كانت أكبر جراء ما تبع العملية الحقيرة من سيناريوهات غريبة وعجيبة كادت أن تعصف بالوطن أكثر مما هو معصوف
فالفتنة التي أرادها منفذوا ومخططوا العملية كادت أن تتحقق رغم أنه تحقق جزء منها وذلك بما شاهدناه وسمعناه من تصريحات وتقولات وافترائات طالت الجميع سواء حماس أو السلطة وحركة فتح
فكانت معركة حامية الوطيس إستخدمت الأطراف جميعها كل أسلحة الدمار اللفظي والكلام الخبيث الذي نهانا الله عنه وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ .صدق الله العظيم

العجيب أن الأمر ما زال يكتنفه الغموض رغم السلوك الذي سلكته حماس وذلك من خلال الإعلان عن المنفذ وكنا ننتظر إعتقاله لأنه يمثل الصندوق الأسود
فالصندوق الأسود كما هو معروف أنه حامل السر الذي يكشف الحقيقة كاملة
كنا على أحر من الجمر لنشهد ونسمع أبو خوصة وهو يدلي باعترافاته الخطيرة

وكان بإمكان حماس أن تسلك سلوكا أكثر مهنية وحرفية من خلال خطة يضعها خبراء في القتال وما أكثرهم في حماس خاصة من المتمرسين في صيد الجنود الإسرائيليين والسيطرة عليهم أحياء " والمسألة ليست معركة بين جيشين بل معركة بين مطلوب وجيش من رجال الأمن الذين من المفترض أن يكونوا أولا مجهزين بواقي ضد الرصاص ومدربين على أعلى المستويات يضعوا خطة محكمة
ناهيك عن الوسائل المتاحة ومنها الغاز المسيل للدموع أو الغاز المشل للحركة
وهذا متوفر وليس من اسلحة الدمار الشامل
ما جرى يضع علامات استفهام وهو يصب في خدمة الرأي الذي يقول قتل المجرم
لإخفاء معالم الجريمة
ألم يكن جديرا أن يتم حصاره يومين ثلاثة أسبوع حتى ؛ حتى لو كان يمتلك حزاما ناسفا ..ولو فجره لقلنا حينها أمر لا مفر منه ولكن لم يحدث هذا وحدث ما حدث
نقول ربما كان خطأ ً في التكتيك وهذا يحصل
ولكن كان ذلك مادة منطقية للمتربصين أن يقولوا ..( أعدموا الجريمة ).

على الجانب الاخر..

قلت وما زلت أقول أن هناك أخطاء مارستها السلطة من خلال استباقها للتحقيق
وكان من الجدير أن تشارك به وبرعاية مصرية مثلا أوحتى دولية إذا لزم الأمر
الكل اتفق على أن ما جرى جريمة لا يستفيد منها إلا العدو .

ولكن للأسف لم يتفقوا على التعاون من أجل كشف ملابسات الجريمة بل إتفقوا على أن لا يتفقوا والشعب يأكل هوا ويعيش على أعصابه ومن ليس معنا فهو عدونا..
وشهدنا التجييش من كلا الطرفين وكأننا في مزاد علني... خطابات من كلا الطرفين ومن على منابر رسول الله تنفث بالنار والسموم بدل الدعوة إلى التاخر والتوحد ونبذ الشقاق والإحتكام إلى شرع الله الذي قال وإن طائفتان ...فأصلحوا بينهما .. الاية ....خطابات والله لم نسمعها ضد العدو الصهيوني .. قاتلهم أحرقوهم العنوا سنسفيلهم .. .فلان يمثلني وفلان لا يمثلني .. وأفوض ولا أفوض .. وهل الرئيس وهو منتخب حتى ولو انتهت ولايته
هل يحتاج إلى تفويض .. وكأنه لم يكن ذو صلة من قبل ! ؟
أوكأننا في ظروف إنتخابات أو ولائات شخصية , متجاهلين ما يحاك للقضية من مؤامرات
الا يكفي رفضه لترامب ومشروعه التصفوي للقضية
لماذا لم تكن مثل هذه الحملة في حينها عندما أعلن موقفه الشجاع والذي لا ولم يختلف عليه اثنين..!؟

فماذا تخبئه الأيام ..!؟

وحماس تقول أن لديها معلومات مؤكده ستفصح عنها قريبا

وهذا لا يتوافق مع ما قاله الرئيس أبو مازن حيث قال لا ننتظر تحقيقا من حماس ولا معلومات ..
هنا نتسائل هل ما ستدلي به حماس سيحل المشكلة أم سيفاقمها.!؟
أتمنى أن لا يكون هناك تفاقم ولا ضجيج بل يكون هدوءا واسترخاء بعد أن تظهر النتيجة التي أتمنى ان تكون لصالح الوطن برمته

من يدفع الثمن في حالة التفاقم لا قدر الله ..!

إنها غزة هل ستعلن ... قليم متمرد ..!
يا ريت يكون هكذا فقط .. فستكون إقليم متوحش
بغض النظر عما قيل أن هناك عقوبات وإجرائات سيتم اتخاذها
فغزة وأهل غزة ما عادو يحتملون أي تصعيد أو عقاب
فالشعب الفلسطيني في غزة أصلا على حافة الإنهيار ومن يعتقد أنهم على حافة الثورة يكون واهما
الثورة على من . هل على حماس ..!

فحماس التي تمتلك كل مصادر القوة المادية والعسكرية ومعها المنضوين تحت لوائها لن يسلموا للأمر الواقع بل سيتمترسون خلف رأيهم وما يبثه دعاة منابرهم
وهم معتادون على سفك الدماء
على ثقافة العدو هو العدو فقط..

وهنا نتسائل عن مصير آلاف الفتحاويين الذين سيكونون أمام خطر ماحق إذا لا قدر الله تم إتخاذ إجرائات قاسية
وابناء فتح بثقافتهم المعهودة ليس لهم في ثقافة سفك الدماء وقد تربوا على ثقافه العدو فقط هو العدو

فأي إجراء سيكون بمثابة بعث روح اللأنتقام والفوضى والموت الذي هو أهون الحلول

في غزة آلاف الشباب العاطلين عن العمل والذين فقدوا الأمل في كل شيء
فالإنتحار أصبح أهون الشرور .. وما دام إنتحار (فعلي وعلى أعدائي يا رب)
هنا سنجد أن الالاف سينقلبوا إلى وحوش كاسرة بلا عقول ولاقلوب

أشهد الله أني أتخيل ما يمكن ان يحدث وأرتجف ويذهب عقلي
فهل نتظر حربا أهلية لا سمح الله كان هو هدف التفجير ..!
أم سنرى من يأتي من خارج الوطن ليقول ....
( سننقذ غزة وأهلها من بطش بعضكم لبعض) ..!؟

دعاء ودعوة

دعاء إلى المولى عز وجل أن يحقن الدماء ويخفف البلاء ويظهر من بين ظهرانينا النبلاء وتتجلى الحكمة والبهاء ولا ننجر إلى الفناء
ودعوة إلى الفريقين حماس وفتح والسطة
أن تغلبوا الوطن ومصلحة فلسطين قبل أن تورطوا شعبنا ببحر من الدماء
فأي رفض لصفقة القرن لا يكون إلا برفض الإنجرار إلى المخطط الذي رسم جراء هذه العملية التفجيرية
فكيف سيثق الشعب بكم إن لم تتداركوا الأمر بما يخلص شعبنا من فتنه وفرقة وضياع..!
أليس بينكم رجل رشيد ..ّ!؟؟

اللهم اشهد أللهم إني قد بلغت
الفلسطيني المحب لكم جميعا .....منذر ارشيد

#منذرارشيد_رأي