رحلت فجر اليوم السبت، الفنانة الفلسطينية، ابنة الناصرة، ريم بنا، التي عرفت واشتهرت بأدائها السياسي والوطني الملتزم، التي اختطفها الموت بعد صراع طويل مع المرض الخبيث، تاركة وراءها سيرة حياتية ونضالية وفنية مشرقة حافلة، وارثًا غنائياً وفنيًا خصبًا.
وبوفاة ريم بنا تفقد الحياة الفنية والثقافية الفلسطينية واحدة من أبرز وألمع الفنانات المبدعات والرائدات في مجال الغناء الوطني الملتزم، واعتبرت رمزًا للنضال والكفاح الفلسطيني على الجبهة الثقافية.
ريم بنا هي ابنة الشاعرة والناشطة الثقافية والسياسية المعروفة زهيرة صباغ، جاءت الى الدنيا في الناصرة العام١٩٦٦، عشقت الغناء منذ الصغر، وشاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والتراثية وليالي مخيمات العمل التطوعيي في الناصزة، تخرجت من المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وتخصصت في الغناء الحديث.
اصيبت منذ تسعة سنوات بمرض السرطان الخبيث، واعلنت في العام ٢٠١٦توقفها عن الغناء.
أغنت ريم بنا للمكتبة الغنائية والموسيقية بعشرة ألبومات، هي:"جفرا، دموعك يا أمي، الحلم، قمر أبو ليلة، مكاغاة، وحدها بتبقى القدس، المذود، تهاليل من محور الشر، مرايا الروح، أغاني من فلسطين، نوار بيسان، صرخة من القدس، وتجليات الوجد والثورة".
امتازت ريم بنا بصوت غنائي ملائكي حريري دافىء، وكان لها أسلوب موسيقي وغنائي مميز ومتفرد خاص بها، وكل الأغاني التي أنشدتها مستمدة من الوجدان الشعبي الفلسطيني، واقعه، وتاريخه، رتراثه، وحضارته.
واشتهرت ريم بنا بشكل خاص بالتهاليل التراثية الفلسطينية، التي ارتبطت والتصقت باسمها، وكما قالت ذات مرة:"موسيقاي وألحاني نابعة من صلب القصيدة وروافدها، ومن الاحساس بايقاع الكلمة، ويأتي التزاوج بين الكلمة واللحن بالأغاني العذبة، التي تحملنا الى سماء فلسطين ومنها الى العالم.
رحلت سفيرة وأيقونة الأغنية التراثية الوطنية الفلسطينية والكلمة الملتزمة، صاحبة الأداء المتناسق الرائع، والصوت الملائكي الخلاب الرقراق، الذي تغلغل الى الشغاف ولامس المشاعر والنبض وعانق الروح والوجدان.
رحلت غرالة زهيرة صباغ البيضاء النزقة، التي رثتها، قائلة:
رحلت غزالتي البيضاء
خلعت عنها ثوب السقام
ورحلت
لكنها تركت لنا ابتسامتها
تضيء وجهها الجميل
تبدد حلكة الفراق
وداعًا ريم بنا، وستظلين رمزًا للمقاومة والكفاح والالتزام الوطني، ورمزًا لأصالة الغتاء، ونقاء الكلمة، وصفاء الصوت، وجمال الأداء والموسيقى، وستخلدين في صفحات التاريخ الغنائي والثقافي والنضالي الفلسطيني، وسلامًا لروحك الطاهرة التي عانقت ثرى الوطن، الذي احببت والتصفت به حتى الثمالة.
بقلم/ شاكر فريد حسن