ريم البنا أيقونة فلسطين وصوت الوطن

بقلم: وسام زغبر

رحلت الفنانة الفلسطينية ريم البنا، مبكراً بعد صراع مع مرض السرطان، الذي أفسد حياتها ونغمات صوتها الجميل. فهي حاضرة بصوتها وغنائها الوطني في ضمير الفلسطينيين ووجدانهم رغم رحيل الجسد.

الفنانة ريم البنا انتصرت على مرض السرطان بعد إصابتها به في المرة الأولى برباطة جأشها وقوتها وعزيمتها، ولكنه سرعان ما هاجمها مرة أخرى بمخالبه، فلم تستطع مجابهته فأحدث خللاً في أوتارها الصوتية، عزلها عن الغناء لوطنها فلسطين قبل الرحيل في آذار.

السرطان كان كابوساً ينهش جسد فنانة فلسطين ريم البنا كالاحتلال الإسرائيلي الذي يهاجم الشعب الفلسطيني ويواصل عدوانه على الأرض والقدس العاصمة. الاحتلال والسرطان يجتمعان معاً في العداء لصوت فلسطين العذب وللتراث والتاريخ وحضارة شعب فلسطين. فريم عايشت الألم والمعاناة وبقي أملها في الحياة أنها ستنتصر في النهاية كما انتصرت في أولاها.

بنت فلسطين ريم البنا مزجت بين نضال الجسد ونضال الأرض، لإدراكها أن الاحتلال هو سرطان ينهش الأرض والهوية الفكرية الوطنية ويسرق التراث الفلسطيني، فهي من قاومت السرطان في جسدها ودافعت عن الأرض من الاحتلال والاستيطان بأغانيها وأهازيجها الوطنية التي تعد جزء أصيل من النضال الوطني وانتفاضة الشعب الفلسطيني على أرضه.

هكذا رحلت ريحانة فلسطين ابنة الناصرة بلد السيد المسيح، رحلت والرحيل حزين، عبء على عبء، وجع على وجع، الوطن والشعب. فريم رمز من رموز المقاومة جمعت بين الوطن والشعب بصوتها العذب الذي ألهب مشاعر الشعوب المقهورة وزرع فيهم الأمل، فهي مرآة ووجهة كل المؤمنين بعدالة قضية فلسطين ومناصريها، لذا يُعد رحيلها خسارة كبيرة لفلسطين الوطن ليست بحجارتها فقط بل بشعبها وناسها وبشرها.

رحلت صوت فلسطين النابض في آذار، شهر الانتفاضة والأرض، ورحل الشهداء من أجل أن تمطر السماء، وتحية كل التحية لمن صرف عمره في خدمة وطنه وشعبه ومبادئه.

وداعا للريم بنت فلسطين وأيقونتها وصوت الوطن ريم البنا سنبلة اليسار الفلسطيني، وصوتها نشيد الحرية وكرامة الأحرار. لأسرتها وعائلتها الكريمة الصبر والسلوان، الصبر الجميل لشعبنا ولكل المناضلين بمواصلة نضالهم الوطني على هذا الطريق، النصر الأكيد قادم، وكما نقول دائماً مهما طال الليل ففجر الحرية آتٍ ... فجر يبدعه شعب الثورة، تعود به فلسطين إلى نبعها، إلى أرضها وسمائها وإنسانها شعب المعاناة المديدة.

بقلم/ وسام زغبر