في ظل ظروف دقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية علينا ان نسأل اين نحن اليوم ، وخاصة امام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مخاطر ومؤامرات ، مما يتطلب من الجميع وقفة جادة وصادقة للمراجعة ، اين وصلنا ، ولماذا استمرار الانقسام ، لأن الصراع مع الاحتلال يتطلب وضع كل طاقات الشعب الفلسطيني في مواجهة عدو يريد سرقة الأرض والتاريخ ومصادرة الماضي والحاضر ومنع الشعب الفلسطيني من التطلع نحو المستقبل.
ان الحجم الهائل من الضغوطات على القيادة الفلسطينية من اجل القبول بصفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية ، تتطلب الاسراع في عقد المجلس الوطني الفلسطيني ورسم استراتيجية وطنية تستند للثوابت الفلسطينية ولخيار الانتفاضة والمقاومة والعمل من اجل عقد المؤتمر الدولي، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، التي تحقق في مجموعها هدف حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وهذا يستدعي تجنيد أوسع التفاف عربي ودولي حول ذلك لمواجهة خطة ترامب التصفوية.
من هنا نؤكد على اهمية المصالحة الوطنية باعتبار الوحدة الوطنية رافعه للمشروع الوطني الفلسطيني ومن اجل تعزيز صمود أبناء شعبنا ومشاركتهم الواسعة في الكفاح الشعبي في مواجهة الصفقة الامريكية الصهيونية التصفوية .
أن الوحدة الوطنية التي تستجيبُ لطبيعةِ معركَتِنَا ضد العدو، لانه لا سبيل أمام كافة القوى الوطنية سوى النضال الحقيقي ضد المحتل الصهيوني وطرده وإزالة مستوطناته من كل أرجاء الضفة الفلسطينية واستعادة القدس عاصمتنا الخالدة ، على طريق الحرية والاستقلال والعودة .
ان ما يحاك ضد وكالة غوث اللاجئين الاونروا يستدعي استنهاض طاقات شعبنا من اجل مواجهة ما تتعرض له الاونروا من ازمة مالية وعجر مما يتطلب التحرك على المستوى الدولي لابقاء عمل الاونروا باعتبارها شاهد عيان على نكبة الشعب الفلسطيني والسعي لصياغة الرؤى والبرامج الكفيلةِ بمجابهة أوضاع البطالةِ والفقرِ والركود الاقتصادي بما يحقق تجاوز أوضاع القلق والإحباطِ واليأس المتفاقمةِ في أوساط مُعظم أبناء شَعبِنَا.
لذلك بات واضحاً، ان المرحلة تتطلب الحس الوطني للخروج من حالة الانقسام ، وهذا الامر بحاجة الى اعطاء حكومة التوافق الوطني دورها وتسليم كافة الوزارت في قطاع غزة ، كما يحتاج هذا الحس الوطني لإثبات الوفاء بالتزاماته تجاه شعبها، سواءٌ في مجال بناء المجتمع الديمقراطي ، وتوفير الرخاء الاقتصادي أو استكمال مرحلة التحرر الوطني من خلال المقاومة ، باعتبار إن التناقض الرئيسي هو بين شعبنا وبين الاحتلال بمختلف أشكال وجوده العسكرية والاستيطانية والاقتصادية ، وأن جهودنا جميعاً يجب أن تنصب في هذا الاتجاه وليس في أي اتجاه آخر قد يقود
إلى اختلاف أبناء الصف الوطني الواحد واستنزاف قواهم ، فالعداء كل العداء للاحتلال وليس للسلطة الوطنية.
ختاما : لا بد من القول ، ان شعبنا يقف اليوم امام كل المخاطر فهو يتطلع الى القمة العربية القادمة وما تتخذه ، كما يتطلع الى المجلس الوطني الفلسطيني من اجل تفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على ارضية شراكة وطنية ورسم البرنامج السياسي باعتباره قاسماً مشتركاً للنضال بين القوى التي تشارك في منظمة التحرير والقوى التي لا تشارك فيها ، بما يفتح الطريق أمام التوصل إلى تكامل نضالنا الوطني ، وفي مواجهة ما يخطط من أعداء شعبنا .
بقلم/ عباس الجمعة