خيمة فلسطينية لقرية بيت دراس

بقلم: فايز أبو شمالة

قرية بيت دراس من القرى الفلسطينية التي أجبر سكانها على الرحيل عنها سنة 1948، وقد عرف عن سكان قرية بيت دراس الصلابة، وعناد الرأس، وقوة الشكيمة، ويتميز أهلها بالانتماء الصادق للوطن والوفاء، والاستعداد الدائم للعطاء، وقد قدمت القرية مئات الشهداء والأسرى والجرحى، ولا يفتخر أهل بيت دراس إلا بشاهداتهم العلمية، وتضحياتهم الصادقة من أجل فلسطين، لذلك تجد أهل قرية بيت دراس رأس حربة لمعظم التنظيمات الفلسطينية، وهم في صف المقاومة، ويرفض معظمهم التفريط بذرة تراب من قريتهم التي اغتصبها الصهاينة، وأطلقوا عليها "بير توفيا".

أهل قرية بيت دراس جزء رئيسي من مسيرة العودة إلى فلسطين، وقد بدأوا في تجهيز أنفسهم ليوم العودة في 30 مارس،  ليكونوا جزءاً من الحراك الوطني الذي تشارك فيه معظم التنظيمات الفلسطينية وكل القوى السياسية، ولأجل ذلك، سيكون لأهل بيت دراس خيمة فلسطينية على جانب السياج الفاصل بين قطاع غزة وأرضهم المغتصبة، والتواصل قائم بين مخاتير القرية، لترتيب المشاركة الفاعلة منذ ساعات الصباح الأولى، ليكون البدارسة في طليعة العائدين.

خيمة بيت دراس ستنافس خيام القري والمدن الفلسطينية الأخرى، من حيث عدد المشاركين، ومن حيث مدى الحضور، ومن حيث الالتزام بتعليمات المنظمين لمسيرة العودة، فمجال المنافسة هنا شريف، ومجال التزاحم هنا عطاء وفداء، وليس تكسب وارتواء، وستكون المنافسة الوطنية مفتوحة على مصراعيها، فإلى جانب خيمة بيت دراس، سيكون هنالك خيمة تحت اسم قرية حمامة، وبشيت، والسوافير، والفالوجة، ودمرة، والبطاني، ودير سنيد، وعبدس، وبيت طيما، والمجدل، والمسمية، والجلدية، وكوكبا، ويافا، وحيفا وعكا، وبقية المدن والقرى الفلسطينية المغتصبة، وستكون عين جميع المشاركين إلى فلسطين، وستلتقي قلوب كل اللاجئين على شريان وطني واحد يتدفق كرامة على تراب فلسطين المغتصبة.

سأكون شخصياً في الميدان، وبصفتي مختار إحدى عائلات قرية بيت دراس، سأتواجد في خيمة العودة التي تحمل اسم قريتنا، وهذا لا يمنع من الانتقال بين الخيام، وتبادل الزيارات مع جيراننا في القرى الفلسطينية الأخرى، في مشهد يذكرني بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حين كانوا يتبادلون زيارة الغرف، في مشهد وطني يعزز الوحدة الوطنية، ويؤكد على التلاحم الميداني حباً بفلسطين.

د. فايز أبو شمالة