بعد الانتهاء من تشكيل اللوائح النيابية والجولات واللقاءات والاحتفالات المستمرة ، والنبرة المرتفعة من البعض ، لتسويق ثقافة الخنوع وفقدان الأمل واستحالة التغيير ، لكن محصلة تلك الخطابات وذلك الضجيج، لم تكن تسر كثيرا، لقد خاض اصحاب المصالح الأنانية بأدراك او من غير ادراك في مستنقع الازمات، وهم لا يستطيعون بأي حال الخروج منه، لأنهم مازالوا متمسكين بالمفاهيم التي تركت تداعياتها الخطيرة على سلامة المجتمع، واصبحت عناوين للتشتت والتشرذم ، وسببت الكثير من المآسي، ونتج عنها المزيد من الخراب، لذلك نقول فليتوقف خطاب الكراهية، لأن عملية الامل والوفاء ، يصنعها الناس بإرادتهم وعزيمتهم دون غيرهم ، فالناس هم من يحددون خياراتهم، وهم صانعي كل شيء على هذه الأرض ، فلا يجوز الاستخفاف بقدراتهم وبإرادتهم الجبارة فنحن اليوم نتطلع الى المساهمة الفعالة في رفع وعي الناس وتعريفهم وارشادهم الى ما عليهم من واجبات للنهوض بها ، وتحمل تلك المسؤولية التاريخية في اختيار من قدم الدم والانماء من اجل ان يبقى لبنان عربيا .
من هنا يجب توعية الناس ودفعهم الى الذهاب الى الانتخابات ، كونه حقا وواجبا ، وبانتخاب الذين قدموا الغالي من اجل لبنان وشعبه وفقراءه ، صحيح هناك كثرة لوائح ولكن لكل لائحة برنامجها وعلى اللبنانيين ان يختاروا من يحمل برنامجهم من الشمال الى البقاع والجبل وبيروت وصيدا والجنوب ، ومن هنا نقول يبقى الخيار مرهون بموقف الناس وخياراتهم.
امام كل ذلك نقول امام اللبنانيين فرصة لدعم لوائح ، لائحة " الامل والوفاء " و لائحة "الكرامة الوطنية" ولائحة " لكل الناس" وغيرها من اللوائح الداعمة للمقاومة والتنمية هذه اللوائح التي تعبر عن ارادة الناس وخياراتهم ومواقفهم ، هذه اللوائح التي تسعى لتوفير العيش الكريم والرفاهية وتحقيق الأمن وتثبيت دعائمه في لبنان ، وبث روح التعايش والمحبة والتعاون بين مختلف مكونات الشعب اللبناني المتأخية عبر العصور والازمان وتعبر عن ارادة المقاومة التي قدمت من اجل تحرير لبنان من رجس الاحتلال الصهيوني الالاف من الشهداء، هذه اللوائح التي تقف الى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة .
من حق الكتل النيابية ان تسعى بكل جهد في حال فوزها لاعطاء الاهتمام من اجل توفير متطلبات الناس، و ايجاد فرص عمل للشباب ، في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية سيئة .
ان اجراء الانتخابات التي تتزامن مع ذكرى النكبة والتحرير ، تمثل حكاية الارض مع السماء لترسم صفحات مشرقة في تاريخ شعبنا وامتنا ، حيث تستولد هذه الذكريات والانتصارات ثقافة المقاومة التي تصب في مجرى النضال الذي لم يتوقّف، ولن يتوقّف حتى يتحقق حلم العودة للشعب الفلسطيني، حيث كان انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية صرحاً من العزة بعد جيل طويل من الإنكسارات ، فأعادت لنا المقاومة ماضاع منا قبل سنين طويلة على طريق استكمال تحرير فلسطين.
ختاما : ثقوا بهذه الحقيقة دون غيرها ، وتقدموا بعزيمة قوية بوحدة نضالكم وعزيمتكم من اجل لبنان الافضل، لبنان العربي من خلال التوجه الى صناديق الاقتراع ،تقدموا بجموع قوية، من اجل اختيار مجلس النواب القادم لأقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان.
بقلم/ عباس دبوق "الجمعة "