يوم الأرض يزداد الإنسان الفلسطيني ثباتاً وتمسكاً بأرضه

بقلم: عباس الجمعة

يحتفل الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية واحرار العالم في يوم الارض المجيد احياء لذكرى شهداء فلسطين الذين سقطوا دفاعا عن الارض الفلسطينية وسطروا أسمى معاني البطولة والفداء من اجل المحافظة على الهوية الوطنية الفلسطينية وعلى التراث الحضاري والتاريخي للشعب الفلسطيني.

اليوم يجسد الشعب الفلسطيني اكثر من اي وقت مضى تمسكه بهويته الوطنية وبأرضه ومقدساته وحقوقه غير القابلة للتصرف في مواجهة غول الاستيطان والتوسع في الاراضي الفلسطينية وخاصة في القدس التي تتعرض لهجمة استيطانية منظمة تستهدف تهويدها بالكامل وذلك بعزلها تماما عن محيطها الفلسطيني وطمس معالمها الحضارية الدينية والتاريخية وشطب هويتها العربية والاسلامية.

من هنا وفي ظل المؤامرات الامبريالية والصهيونية والرجعية التي تستهدف القضية الفلسطينية ، يزداد الإنسان الفلسطيني ثباتاً وتمسكاً بأرضه وبحقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال، ومع الأرض تقوى الإرادة الفلسطينية على المواجهة وتحدي الحصار الصهيوني المفروض بالقوة العسكرية، والمفروض بوسائل القتل والتدمير والاغتيال والاعتقال الجماعي وبمشاركة الجرافات التي تقتلع الأشجار وتجرف الأراضي وتصادر المياه، ، حيث اراد الشعب الفلسطيني ان يكون عنوان يوم الارض ، هو يوم حق العودة ، من خلال المسيرات الجماهيرية والخيم والاعتصامات التي تقام ، وهي

كثيرة المعاني التي تجسدها مناسبة يوم الأرض ، حيث تؤكد على وجود رباط روحي وثيق بين الإنسان الفلسطيني وأرضه، بينما استطاع الشعب الفلسطيني تجسيد صورة بطولية في تمسكه بأرضه، فكانت التضحية عنواناً له عبر الثورات المتعاقبة والانتفاضات، واستطاع الشعب الفلسطيني وطلائعه المقاومة أن يجسد أروع ملاحم الوحدة الوطنية والرد المنتفض على الاستيطان والتهويد.

ففي مرحلة كالتي نعيش تزداد فيها المخاطر والأطماع الصهيونية في التهام ومصادرة المزيد من الأراضي، فالسياسة الصهيونية المدعومة من الادارة الامريكية تقوم على التوسع والاستيطان والاحتلال، وهي لن تتوقف ، اضافة الى الحصار وإلاغلاق الصهيوني والتجويع ومحاولة فرض الشروط الإسرائيلية، في ظل حالة العجز العربي الرسمي. وهنا لا بد من التأكيد على العمق العربي للقضية الفلسطينية، وهي مناسبة لدعوة القوى والأحزاب العربية والديمقراطية لمزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأخذ دورها ومكانتها على خارطة الصراع للضغط على الأنظمة من أجل أن تكون بحجم المسؤوليات التاريخية.

ان مواجهة المشاريع والمخططات الامريكية الصهيونية وسياسة الاستيطان ومصادرة الاراضي الفلسطينية يجب ان تنطلق من خلال انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية المشروع الوطني وعقد المجلس الوطني الفلسطيني من اجل التاكيد على التمسك بالثوابت الفلسطينية وبخيار المقاومة والانتفاضة ، والعمل من اجل عقد مؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، فالشعب الفلسطيني اليوم يطلق صرخة الوجدان و الارادة الفلسطينية، بادانته لهذه المؤامرة الامريكية الصهيونية ومواجهة جميع اشكالها وصورها واتجاهاتها ومراميها واهدافها، مؤكدا ان النصر الحتمي آت طال الزمن ام قصر.

ختاما : التحية إلى شعبنا الفلسطيني في أماكن الشتات وتحية إلى الأسرى والمعتقلين الصامدين الصابرين في السجون الصهيونية، تحية إلى عائلات الشهداء.. شهداء المقاومة والانتفاضة، ونقول ان الشعب الفلسطيني الذي يتطلع إلى فجر الحرية والاستقلال والعودة بمزيداً من الصبر والثبات والصمود، مزيداً من العمل والنضال والوحدة الوطنية، فقضيتنا عادلة وستنتصر مهما طال الزمان وعظمت التضحيات.

بقلم/ عباس الجمعة