سطرت غزة هاشم في ذكرى يوم الأرض الأغر، ملحمة جديدة من ملاحم النضال والبطولة والتضحية في مسيرة المقاومة مع الاحتلال الاسرائيلي، فقد صعد الى السماء١٨شهيدًا، وسقط ما يزيد عن١٤٠٠جريحًا من المدنيين العزل، الذين لا يملكون سوى الحب لوطنهم وتشبثهم بحق العودة، والايمان بالنصر القادم لا محالة، والخلاص من الاحتلال.
لقد أعادت مسيرة العودة في قطاع غزة الصورة الى حقيقتها، وكسرت أهم استراتيجية للمؤسسة الاحتلالية في التعامل مع أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات البؤس والجوع واللجوء، وذلك بانشاء منطقة عازلة بين الاحتلال والشعب الفلسطيني.
ونجحت مسيرة العودة في تجسيد المقاومة الشعبية السلمية في غزة بأرقى أشكالها وصورها، ما يشكل كابوسًا حقيقيًا لاسرائيل، لأن تنطلق المسيرات السلمية الحاشدة في المدن والمخيمات والمحافظات الفلسطينية نحو القدس، خاصة أن هذه المسيرات تأتي متزامنة مع قرب نقل السفارة الأمريكية للقدس في الذكرى السبعين ليوم النكبة.
لقد قدمت غزة بسخاء تضحياتها المعهودة طوق النجاة للمشروع الوطني التحرري الفلسطيني، ورسمت معالم الطريق نحو الحرية، وأعادت مسألة العودة مجددًا الى صدارة الأحداث وللمشهد السياسي، وردًا على صفقة القرن التي تحرم شعبنا من هذا الحق المقدس العادل.
وها هي السفينة الفلسطينية تشق عباب بحر غزة نحو العودة والدولة الفلسطينية كاملة السيادة، وبالقدس العربية عاصمة شعبنا الأبدية.
غزة النازفة المحاصرة تتلقى الضربات المتتالية، وتصنع الأحداث، وتحرك أوراق القوة التي تمتلكها، وثورات التحرر عبر التاريخ أثبتت أن الحرية لها ثمن، وها هي غزة هاشم، غزة العزة والكرامة والصمود، تدفع الثمن من جديد.
بقلم:شاكر فريد حسن