غزاهم شعبُنا غزواً مُهِينا
و أدركَ حقَّ أمّتِنا المُبِينا
عجيبٌ أنتَ يا شعبٌ أُحِيْلَت
قيودُ الموتِ في يدهِ عجينا
و لم يَخشَ النِّزَالَ إذا تدانى
مِن الأعداءِ مُنتصِباً مَتِينا
يراوغُ خصمَهُ صُبْحاً مساءً
و أَقسمَ أنّهُ لن يستكينا
عُرَاةَ الصّدرِ ما هابوا المنايا
أعادوا نحونا مجداً دفينا
كأنّ جِبِلَّهُم وَهْجٌ و نارٌ
تُجَابِهُ باغياً قَمِئَاً لَعِينا
و يخترقون أسياجَ الأعادي
كَأُسْدِ الغابِ تخترقُ العَرِينا
و أمٌّ فارقت نجلاً عزيزاً
فلم نسمع عويلاً أو أنينا
( أنا راجِع ْ ) على الرّملِ استقرّت
و قَرَّ جوارَها قلبي مَدِينا
يخطُّ حروفَها شبلٌ و يمضي
و لستُ لِمَوتِهِ أبداً حزينا
و فِيمَ الحزنُ إذ أمسى شهيداً
ينالُ بجنّةٍ حُوراً و عِيْنا
أيا شعبَ الحرائرِ طِبْتَ دوماً
و طابَ صنيعُكم حُرّاً ثمينا
لقد ماتت ضمائرُنا فقولوا :
إذا مِتّم فإنّا قد بَقِينا
عبد السلام فايز / شاعر فلسطيني