حِدَاءُ العودة

بقلم: عبد السلام فايز

غزاهم شعبُنا غزواً مُهِينا

و أدركَ حقَّ أمّتِنا المُبِينا

عجيبٌ أنتَ يا شعبٌ أُحِيْلَت
قيودُ الموتِ في يدهِ عجينا

و لم يَخشَ النِّزَالَ إذا تدانى
مِن الأعداءِ مُنتصِباً مَتِينا

يراوغُ خصمَهُ صُبْحاً مساءً
و أَقسمَ أنّهُ لن يستكينا

عُرَاةَ الصّدرِ ما هابوا المنايا
أعادوا نحونا مجداً دفينا

كأنّ جِبِلَّهُم وَهْجٌ و نارٌ
تُجَابِهُ باغياً قَمِئَاً لَعِينا

و يخترقون أسياجَ الأعادي
كَأُسْدِ الغابِ تخترقُ العَرِينا

و أمٌّ فارقت نجلاً عزيزاً
فلم نسمع عويلاً أو أنينا

( أنا راجِع ْ ) على الرّملِ استقرّت
و قَرَّ جوارَها قلبي مَدِينا

يخطُّ حروفَها شبلٌ و يمضي
و لستُ لِمَوتِهِ أبداً حزينا

و فِيمَ الحزنُ إذ أمسى شهيداً
ينالُ بجنّةٍ حُوراً و عِيْنا

أيا شعبَ الحرائرِ طِبْتَ دوماً
و طابَ صنيعُكم حُرّاً ثمينا

لقد ماتت ضمائرُنا فقولوا :
إذا مِتّم فإنّا قد بَقِينا

عبد السلام فايز / شاعر فلسطيني