موقفان في ظلال مسيرة العودة الكبرى

بقلم: رامز مصطفى

موقفان واكبا مشهد الطوفان الفلسطيني الذي خرج من قطاع غزة في الذكرى أل 42 ليوم الأرض ، باتجاه أراضينا المحتلة العام 1948 ، من أجل التأكيد على التمسك بحق العودة ، ورفضاً لصفقة القرن الصهيو أمريكية ، حيث الصراع يحتدم بين روايتين ، رواية شعبنا التي تجذرت عميقاً في أرضنا ، ورواية اليهود الصهاينة المستجلبين من أصقاع الأرض بلا سند أو تاريخ حاولوا اختلاقه .

الموقف الأول ، الرسالة المتلفزة لرئيس السلطة السيد محمود عباس ، والتي جاءت على وقع المجزرة " الإسرائيلية " بحق أبناء شعبنا في القطاع . الرسالة إيجابية ، خصوصاً إذا كان هناك من يراهن أن أبو مازن سيلوذ بالصمت ، ولا يحرك ساكناً . ولكن مع الإيجابية التي نسجلها ، إلاّ أنها لم تبلسم جراح الغزيين الذين سفك العدو الصهيوني الكثير من دماء أبنائهم لمجرد أنهم أرادوا التأكيد على أن الأرض كل الأرض هي ملكنا دون سوانا . تلك الجراح التي كان المطلوب بلسمتها في رسالة أبو مازن ، وتتمثل في رفع العقوبات الجائرة التي فرضتها سلطته من دون حق ، على أبناء القطاع الذي شيعّ أبنائه الشهداء الذين سقطوا كرمى عيون أن تبقى الأرض فلسطينية .

أما الموقف الثاني ، هو ما أعلنه عضو المكتب السياسي في حركة حماس صلاح البردويل في لقاء أجرته معه وكالة " قدس برس إنترناشيونال " ، عن استعداد حماس في فتح حوار مع الإدارة الأمريكية ، بهدف تحقيق حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ، ورفع الحصار عن قطاع غزة . مضيفاً أن أي صوت يرفع عنا الحصار ، ويساعدنا على استرداد حقوقنا ، فلا مانع من الجلوس معه ، شرط ألاّ يكون مدخلاً للتنازل عن حقوقنا . صحيح أن البردويل قد وضع شرطاً لفتح الحوار ، ولكنه في المقلب الآخر يعلم أن إدارة الرئيس ترامب تبذل قصارى جهدها من أجل تصفية قضيتنا الوطنية ، وهي التي رفضت أن يصدر بيان عن مجلس الأمن يدين ما ارتكبته " إسرائيل " من مجزرة بحق أبناء شعبنا في القطاع . وعليه ما الجدوى من هكذا تصريحات قد تساهم في تتويه شعبنا ، أنّ الولايات المتحدة كانت وستبقى هي عدوة شعبنا وقضيتنا.

بقلم/ رامز مصطفى