هاشم محاميد يرحل كطيور أيلول

بقلم: شاكر فريد حسن

نعى الناعي المناضل والقائد ابن أم الفحم، الأستاذ هاشم محاميد(أبو اياد)، الذي توفاه الأجل المحتوم ، اليوم الثلاثاء،بعد حياة نضالية عريضة زاخرة بالعطاء والنشاط والعمل الدؤوب في خدمة القضايا الوطنية والطبقية والشعبية والمصيرية.

وبرحيل هاشم محاميد، الانسان، المناضل، الطيب، المحب، الهادىء، دمث الأخلاق، المتواضع، الشهم، فأن النضال السياسي والحركة الوطنية الفلسطينية خسرت شخصية مرموقة من شخصياته المحبوبة.

وها نحن نقف مصدومين أمام رحيل فارس آخر من فرسان العمل الوطني على الساحة الفحماوية والقطرية والفلسطينية، انه المناضل"أبو اياد"، الذي عمل بحيوية وجهد واخلاص وتفاني منقطع النظير.

لقد رحلت يا أبا اياد بعد أن تركت فينا الوعي واليقظة والنهوض الى الأمام..تركت فينا أن نظل على العهد من أجل الأرض والوطن وأم الفحم وفلسطين، وأن نؤمن بأن النصر دائمًا للشعوب المقهورة والمظلومة، وأن الفجر الفلسطيني قادم لا محالة.

عرفناك يا أبا اياد مربيًا مخلصاً لرسالة العلم، وعرفناك مكافحًا ومقاتلًا ومحاربًا في معارك شعبنا النضالية، وعرفناك قائدًا فذًا لا يعرف الكلل والملل، ولا يعرف الحقد ولا التفرقة، تعاملت مع الجميع بروح وطنية شفافة، تجاوزت الحدود والعلاقات الحزبية الضيقة الى رحاب التعددية والمحبة والاخوية حول الراية النضالية لأجل حقوق جماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني.

وثق تمامًا أيها الراحل العزيز بأننا سنظل نتذكر بسمتك، وملامح وجهك، وهي تقطر بساطة وطيبة وشفافية وعشقًا للانسان والوطن والأرض والتراب، وايمانًا بالقضية، بعكس كثيرين ممن يدعون علم السياسة، ويغرفون في مناهات مصطلحاتها، ويضيعون في اروقتها المتشابكة، ناسين أو متناسين الهدف الأساسي الذي يناضلون من أجله.

تحية الى مسيرتك النضالية الزخمة الفذة، حيث أحرقت عبرها وهج عمرك في سبيل ام الفحم وجماهيرنا وشعبنا الفلسطيني.

ومن قلب يقطر ألمًا ودمًا وحزنًا على رحيلك، أقول سلامًا عليك، حيثما رحلت وحللت، سلامًا على روحك الطاهرة التي عانقت ثرى الوطن.

نم قرير العين يا أبا اياد في مثواك السرمدي، ولتسعد روحك في عليائها، فما هذه الدنيا الا دار فناء وزوال .

بقلم/ شاكر فريد حسن