في كافة جولات المصالحه كان هناك فتور كبير في الشارع الفلسطيني لعلمه ان المصالحه لن تاتي ثمارها. لكن المثير في مسيره العوده الحاليه انها حازت على قبول الشارع الفلسطيني باجمعه ووحده مع انه لا يعرف اين ستصل به. لكن ما يدفعه نحوها هو حلمه الكبير بالعوده، وكأنه انتظر اللجظه التي تعلن فيه الفصائل دعمها لمسيرات جماعيه للعوده لاراضيهم في عام 1948 حتى يلتقط المبادره ولا يريد ان يضيعها.
حتما انا لا اثق في نوايا الفصائل في هذه المسيره، ومن الواضح انها مسيرات بطابع سلمي لكن يخطط لها بمهاره شديده قاده عسكريون..
تسائلت كثير ما الهدف من المسيره حيث لا يوجد لها بيان واضح سوى التاكيد في حقنا بالعوده للمجتمع الدولي. لكن ساستقي المعلومه من احد المحللين السياسيين وهو هاني المصري، المؤيدين لحركة حماس، ومشهود له بدقته في قراءة المشهد حيث قال:
"علينا أن نختار بين أن تكون المسيرة جماهيرية وسلمية وقادرة على الاستمرار والتعاظم، وتقديم نموذج قابل للتعميم في التجمعات الفلسطينية الأخرى، مع بذل كل الجهود لتفادي وقوع ضحايا، أو تقليلها إلى أدنى حد ممكن، وخصوصًا في ظل أن الظروف غير مهيئة حاليًا لتحقيق أهداف جوهرية، مثل تجسيد الدولة أو العودة، وبين غض النظر أو تشجيع المتظاهرين على اقتحام خطوط التماس مهما كانت الأثمان، على أمل أن تحرك الدماء الغالية الأطراف المختلفة لإنقاذ غزة قبل الانهيار"
من هنا افهم من كلامه انه لا يوجد رؤيه واضحه حول ما تهدف اليه المسيره. شاع في الفيس بوك استخدام الكاوتشوك والالعاب الناريه والمرايا والليزر والمنجنيق الجمعه القادمه. وتم جمع الالف الكاو شكات لحرقها الجمعه القادمه وتشتيت انظار الاحتلال. وايضا لم يفهم احد الهدف من هذه الخطوه، وان كان سيتم اختراق السياج بشكل جماعي فمن المحال جمع الاف الكاوشكات للاستعراض فقط.
عندما نقرا مقال الكاتب محمد عاطف المصري فهو يؤكد اقتحام السياج بهذا اليوم:
"جمعة الكوشوك كما أطلق عليها الشبان والتي إجتاح اسمها عبر هاشتاق منصات التواصل الإجتماعي، فيها ستكون الأمور مختلفة تماماً عن سابقتها وستكون بداية الإنطلاق للتحرير و ستعيد لقضيتنا جميع الإعتبارات التي فقدتها عبر العقود.في هذا اليوم المبارك سيكون يوماً عظيماً تاريخياّ، فيه بالطبع سيسقط الشهذاء والجرحى وربما أسرى، لأن الشبان سيتقدمون بصدورهم العارية وسيقطعون الأسلاك الشائكة بأيديهم الزكية، وستكون ملحمة تاريخية. "
لست محلله عسكريه او سياسيه. ولكن اقرا العواقب بالفطره. وعلمتنا اسرائيل انها منظمه ارهابيه ولن تتواني عن قتل الالاف وتدمير القطاع من اجل امنها، وحتما ستمنع اقتحام السياج بكافة ادوات التدمير. حتما سيواجه الناس القناصه الاسرائيليه بعد اجتياحهم السياج، وقد تلجأ للصواريخ لمنع تقدمهم للامام وسنفقد مئات الشهداء الابطال. وحتى لو دخلوا، فاي حقوق سيستردونها من اسرائيل وهي لا تعترف بوجودهم. اسرائيل لن تعيد لهم اراضيهم ولن تسمح لهم بالعمل. بل ستعتقل كل من اجتاز حدودها بدون اذن. ثم لماذا لم تتخذ هذه الخطوه من سنوات قبل مشروع اوسلو.
قد تكون هذا المجازفه هي اخر ما نملكه من ادوات بعد فشل المجتمع الدولي في اعطاءنا حقوقنا واعاده لاجئي ال 48 لاراضيهم، وتدهور الوضع المعيشي في قطاع غزه وتأمر العالم اجمع عليه ومحاصرته له. لكنها محاوله انتحاريه .
صحيح للارض قداسة لكن حياة الانسان اقدس ولا قيمة للارض دون الانسان .في الجمعه القادمه سندق ناقوس الخطر على ارواح الفلسطينيين. وانا هنا اطرح مناشدتي لكافة الجهات:
• اناشد اسرائيل ان لا تتعرض باذى للمجتاحين للسياج وان تعطيهم الامان للعوده لبلادهم وتعيد اليهم اراضيهم ولو تدريجيا فهذا حق لهم ولو سلبته الاف السنوات ولتذكر اننا اصحاب دين واحد وربنا وربهم واحد واننا نؤمن بانبيائهم اجمعين. وقال تعالى:" مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ". ولتعتبره بادره لفتح الحدود بين غزه واراضي ال 48.
• اناشد حكومة الوفاق ان تعود للقطاع وتمارس مهامها بدون وضع شروط تعجيزيه لعودتها. حادث الهجوم على موكب رئيس الوزراء لا يجب ان يكون عائق لعودتها لقطاع لان القطاع يحتاجها ولم يثبت تورط قياده حماس الرسميه في الهجوم. وجميع نقاط الخلاف ممكن حسمها بسهوله.
• اناشد الاجهزه الامنيه التدخل فورا لحمايه الناس الذين يتجهون للسياج ومنعهم من الاقتراب للسياج مجرد مبادره العدو باطلاق النار عليهم..
• اناشد مصر بفتح معبر رفح.واعتقد لو بادرت بفتح المعبر الايام القادمه، فحتما ستخفف من الاحتقان.
سهيله عمر
[email protected]