جريمة جديدة هزت أم الفحم ومنطقتها، وزعزعت أركان المجتمع العربي، الموبوء بالعنف، والمنكوب بالجريمةوالقتل منذ سنوات، ولم يجد سبيلًا لوضع حد لتفشي هذا السرطان في جسده، انها جريمة اغتيال امام مسجد التوحيد الشيخ المرحوم محمد عبد الغني سعادة، التي فاقت كل تصور، حتى في الافلام الأمريكية.
فهي بلا شك جريمة بشعة نكراء وسابقة خطيرة، وطامة كبرى تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وتعد غير مسبوق علىى المحرمات والمقدسات والثوابت والحدود الأخلاقية والشرعية ، حتى بات الجميع يتساءل:افلهذا الحد وصل بنا الاجرام والعنف؟؟
في حقيقة الأمر، أن العنف في ام الفحم وسواها من المدن والبلدات العربية يزداد يومًا بعد يوم، وام الفحم بالذات حالة استثنائية اكتوت بهذا الواقع الأليم، واصبح اطلاق النار في أزقتها وشوارعها أمرًا عاديًا وطبيعيًا، تحت أنف الشرطة والصمت المريب داخل المجتمع، بحيث تحولت من أم النور الى الى الظلام والغحم الأسود، ما ينذر بالخطر الداهم والمستقبل الحالك المعتم.
للأسف الشديد، أقول أن لامبالاة لدى المواطنين، والكل يحمل الآخر المسؤولية عن ظاهرة انتشار العنف والجريمة، لكن كل الهيئات الرسمية في المجتمع يتحملون كامل المسؤولية في هذا الجانب، فضلًا عن أن الشرطة لا تفعل شيئًا لكبح جماح هذه الظاهرة الخطيرة، بل هي متواطئة ومتورطة مع عالم الاجرام في أم الفحم وسواها.
كذلك فأن التربية معدومة لدى الكثير من شباب المدينة والأهالي، ويجب على الآباء مراقبة أبنائهم ومصدر أموالهم وأغراضهم ومعرفة أصدقائهم ومعارفهم. وقد غابت ثقافة الاحترام والسمع والطاعة لمن هو أكبر سنًا، فالتربية أولًا وأخيرًا هي قبل كلشيء، وهي عماد المجتمع ومستقبله، ويجب أن نبدأ فعلًا كل من بيته علنا نستطبع أن نغير شيئًا ونتمكن من الحد من ظواهر العنف المتفاقمة في مجتمعنا.
بقلم/ شاكر فريد حسن