أكد الفلسطينيون في قطاع غزة، للجمعة الثانية على التوالي، المشاركة الواسعة في مسيرة العودة واستمرار فعالياتها. ولم يفت بهم وسائل التخويف والقمع من قبل سلطات الاحتلال، أو استخدامها القوة المفرطة في مواجهة الاحتجاجات السلمية والمحتجين، وارتقاء عدد كبير من الشهداء. الارتفاع في عدد المشاركين أيام الجمع وانخفاض الوتيرة في باقي أيام الأسبوع لا يشكل تحديا في الجمع "حجم المشاركة" بقدر ما يشكل تحديا في التنظيم وعظيم الاستفادة دون خسائر بشرية.
هذا الحشد وحجم المشاركة والثمن المدفوع من دماء المشاركين في هذه المسيرات في قطاع غزة، لا يقابله بشكل فعلي أو متوازي تفاعل في الضفة الغربية، وان كانت الإمكانيات أو الظروف غير مهيأة لاستخدام وسائل عنيفة في المواجهة وطبيعة الجغرافيا المعقدة في الضفة، الا أن قطاع غزة هذه المرة يضع تحديا من نوع جديد وهو المقاومة الشعبية السلمية في تحول نوعي لوسائل النضال أو ايمان الفصائل الفلسطينية بها. وهي لا تتطلب دفع اثمان بشرية بقدر ما تتطلب تحشيد المواطنين وتجميعهم وتوفير التنظيم اللازم وتحديد الأهداف والعناية بوضع برنامج للفعاليات.
يتساءل البعض؛ أيمكن ترك الحصان وحيدا أو ترك جزء عزيز من الشعب الفلسطيني وحيدا في المواجهة، "فالشركاء في الوطن لا يتخلوا أو يتقاعسوا أو يتخلفوا عن الركب". وأن الشعب لا تعوزه الحكمة والفطنة والمروءة لتصحيح المسار وابداع آليات المشاركة ووسائل المقاومة.
بقلم/ جهاد حرب