من التناقضات في المشهد الحالي ان السلطه قاعدت كافة افراد الاجهزه الامنيه وتشترط التمكين الامني للحكومه والا ستسحب يدها من تقديم أي خدمات للقطاع. وبالفعل بدأت الاجراءات بتقاعد كافة افراد الاجهزه الامنيه ووقف صرف رواتب موظفي السلطه في القطاع وقد اتبعوا شرعيه السلطه لدى الانقلاب. وحتى الان صرف رواتب موظفي السلطه اصبح معلقا بالتمكين الامني لحكومة الوفاق في القطاع.
السؤال الذي يراود أي مواطن في غزه، كيف تطالب السلطه بالتمكين الامني وقد قاعدت كافة افراد الاجهزه الامنيه ؟
• اذا كانت ستعتمد السلطه على الاجهزه الامنيه الحاليه وهي مدربه على معالجه الفلتان الامني بالقطاع. فهذا يعني عمليا بقاء الوضع القائم. وما على وزير الداخليه الا ان يستلم مهامه في القطاع بغض النظر عن ولاء القائمين حاليا لمن والتأقلم مع الوضع القائم ودمج اجهزه تابعه للسلطه.
• اذا كانت ستأتي السلطه باجهزه امنيه من الضفه، فهذا محال لان ابناء الضفه لا تعرف شيء عن غزه ولن تتحمل الحياه بها. ولا يمكن ان يقيم الالاف بشكل دائم في غزه. وايضا سيتعرضوا لخطر انقلاب الجماعات المسلحه لانها مدربه .
• اذا كانت السلطه ستعين شباب جدد، فهذا سيحتاج لتدريبات طويله وسنعود لنقطه الصفر لدى قدوم السلطه القطاع. وايضا سيتعرضوا لخطر انقلاب الجماعات المسلحه لانها مدربه .
ثم ان الالاف من الموظفين المدنيين المتبقيين ولم يتقاعدوا حتى الان سواء كانوا على راس عملهم ام لم يكونوا على راس عملهم لا يمكن ان تكون رواتبهم، التي باتت لا تزيد عن 2500 شيكل بعد خصم كافة العلاوات من عام، ورقه ضغط على حماس. فالسوق الاقتصاديه في غزه يعتمد بالاساس على رواتب القطاع الخاص ورواتب البلديات وشركات الكهرباء، ورواتب الوكاله والمتقاعدين القدم والجدد وموظفي حماس وموظفي الجامعات والمعونات. أي رواتب حوالي 25 الف موظف مدني لن يغيروا شيئا من وضع السوق، خاصه انه حتما حماس ستدفع رواتب من على راس عملهم وهم يصلون اكثر 20 الف موظف الان. اذن لن يتضرر الا المدنيين الذين لم يدعوا للعوده للعمل وستتشرد اسرهم اذا لم يتقاعدوا.
ثم ان التخلي عن موظفي السلطه في غزه الذين يعرف العالم اجمعه قضيتهم وانهم دفعوا زهره شبابهم ولاء للسلطه والتزموا بقراراته الشرعيه، سيطرح تساؤلات على نوايا مصداقيه السلطه في مجلس الامن. كيف تطالب السلطه حمايه اهل غزه ودعم صمودهم وهي تتخلى عن ابنائها الذين والوها عندما كبروا في السن واضطهدوا من حركة حماس ومن المحال ان يجدوا فرص عمل.
الصوره قاتمه، والرؤيه غير واضحه. ولا يتبدى لنا الا ان عدم صرف رواتب موظفي السلطه في غزه هو للتهرب من مسئوليات السلطه في غزه تحت حجه التمكين الامني الشامل. وقد يكون مخطط متوافق عليه بين الفصائل لازاحه موظفي السلطه بهدف استيعاب موظفي حماس بدون اشكاليات في الدمج.
اذن لا حل للازمه الحاليه الا التوافق، والتوافق فقط واتمام اتفاقات المصالحه بلا مناوره او تهرب من أي جهه.
سهيله عمر
[email protected]