في السابع عشر من نيسان كل عام يحي الشعب الفلسطيني يوم الأسير الفلسطيني ليؤكد على معاني ومدلولات كبيرة، أهمها وفاءه للأسرى وتقديره لصمودهم وتضحياتهم عبر سنوات سجنهم الطويلة، كيف لا وهم الذين ضحوا بحريتهم لأجل حرية شعبهم، فتحولوا لشموع تنير طريق الحرية والاستقلال .
من هنا نقف في يوم الاسير لنؤكد الوفاء الى المناضلات والمناضلين الذين دفعوا حريتهم ثمناً لحريتنا ،وهو بذلك يوم لكل الشعب الفلسطيني، يوم الآلاف الذين يقبعون في السجون، ويوم مئات الآلاف الذين دخلوا سجون الاحتلال وتحرروا منها رافعي الرؤوس شامخي الهامات، شموخ شعبهم بعد أن أمضوا سنوات طويلة في السجون وخرجوا يحملون راية الحرية والاستقلال والعودة، لكل ذلك نقول أن يوم الأسير، يمكن أن يكون وهو كذلك، يوما للوحدة الوطنية الفلسطينية، تتوحد فيه كل الجهود من أجل إعلاء قضية الأسرى باعتبارها قضية وطنية توحد الجميع رغم الانقسام المؤلم الذي نعيش ، فهذا اليوم العظيم نؤكد فيه بعدالة قضيتهم واحتراماً لآلامهم ودعماً وتضامناً لهذه القضية العادلة قضية الحرية .
إن معاناة اسيرات واسرى الحرية في سجون الاحتلال وقضية تحررهم وعدالة قضيتهم باعتبارهم أبطال ملحمة القيد والحرية لابد أن تصبح قضية جميع القوى والاحزاب العربية والعالمية ، فهؤلاء الأسرى الأبطال مقاتلون ومقاومون من أجل حرية أوطانهم ففعلهم مشروع ومقاومتهم مشروعة وفق الشرائع السماوية والشرائع الوضعية والمواثيق الدولية ونقول للعالم والولايات المتحدة الأمريكية كفاكم زيفاً ونفاقاً، كفاكم قلب للحقائق وتسعون لتمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية وتدعمون كيان عنصري ولا تلتفتوا ولو مرة واحدة إلى إحدى سبعة الاف أسير فلسطيني وعربي في السجون الصهيونية ومنهم من قضى خمسة وثلاثين سنة في السجون، لقد طفح الكيل من عدالتكم ولابد لعدالتنا وعدالة قضيتنا أن تفرض نفسها بقوة الحق بقوة المقاومة بقوة تضامننا معاً من أجل حرية الشعوب واستقلالها.
انطلاقاً من قناعتنا العميقة بضرورة النضال الجاد القومي والدولي من أجل حرية الأسرى كل الأسرى فإننا نؤكد على ان الأسر لم يعد يقتصر على اسيرات واسرى الحرية فقط ، بل إن الشعب الفلسطيني أصبح في الأسر والحصار الصهيوني أليس ما يجري ضد شعبنا في القدس والضفة و قطاع غزة هو الأسر بعينه ، بينما العالم كله العرب معهم الذين يستمرون بتطبيع علاقاتهم مع كيان الاحتلال مازالوا ينظرون لهذه الجريمة النكراء بمشاعر متبلدة وعدالة غائبة وكل هذا يشجع دولة الاحتلال والعدوان ومجتمعها العنصري أن يتمادوا في عدوانهم وعنصريتهم ،مطمئنين لشرعية دولية غائبة لا تستطيع أن توقفهم أو تكبح جماحهم العنصري.
نحن اليوم شهدنا ما اتخذته قمة الظهران في السعودية من قرارات ، ولكن نتسأل اين قرارتها أمام عدوان أميركي استعماري استهدف بلد عربي واخص سوريا ، فكيف سيكون العدوان مدعوماً عربياً، وسيكون لإسرائيل دور فيه على قدر استطاعتها، لكن نحن نقول لهم نتمنى تطبيق قراراتكم باتجاه فلسطين والتي تتطلب منكم وقف التطبيع وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ورفض صفقة القران ، فقضيتنا في هذا الاتجاه عادلة فلسطين حق لنا، وكذلك الجولان ومزارع شبعا، والمقاومة هي خيار الشعوب المناضلة القادرة على حماية الارض والموارد والذود عنها، ، كما ان سوريا ستنتصر على الارهاب والقوى الاستعمارية وستبقى الى جانب قوى المقاومة ، نعم نحن نتسلح بيوم الاسير الفلسطيني بحق الشعب الفلسطيني بمواصلة مسيرة النضال فها هي مسيرات العودة تشق طريقها حاملة علم فلسطين متسلحة بخيار الوحدة والانتفاضة والمقاومة ، وها هي الشعوب العربية مؤمنة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، هي معركة حق وإرادة نحو تحرير الارض والانسان عنواها فلسطين القضية المركزية.
في ظل هذه الاوضاع نحن مؤمنين بأن يوم الحرية قادم ويوم الاستقلال آت بفضل نضال وتضحيات الشعب الفلسطيني الذي يتطلعالى عقد المجلس الوطني الفلسطيني من اجل تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها باعتبارها الكيان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني ، والخروج بوحدة وطنية حقيقية ورسم استراتيجية وطنية والنضال من اجل تطبيق اتفاقات المصالحة وانهاء الانقسام ولابد أن تتحقق وبدعم عربي فعال شعبي بالأساس ورسمي إن أمكن ورأي عام دولي لابد من تعبئته بعدالة قضيتنا.
ختاما : في يوم الاسير لتكن مسيرة عطاء ودعم وتضامن دائم مع شعبنا الفلسطيني وليبقى الشعار الذي اطلقه القائد الكبير الاسير فارس فلسطين الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس إن كل ما نقدمه لا يساوي قطرة دم تسيل من طفل فلسطيني ، وإننا على يقين بأن جهودنا لن تذهب سدى نقوم بواجبنا من أجل شعبنا وقضيتنا الذي سيتوج مسيرته الظافرة بتحقيق حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي