آن الآوان لتشكيل جبهة مواجهة عريضة

بقلم: رامز مصطفى

العدوان الثلاثي على سورية ، وبغض النظر عن فشله في تحقيق أهدافه ، غير أنه قد أظهر مرة جديدة ما وصلت إليه الحال العربية من الانحدار إلى الجوفِ السحيق من الخذلان والتبعية . والمقصود ليس النظام الرسمي المغسول اليدين منه وحسب ، بل تلك النخب ، التي تبرعت في تبرير العدوان ، من خلفية عدائها لكل ما يمت للعروبة والمقاومة بصلة ، بعد أن استبدلت جلدها بما ينسجم ومصالحها النفعية ، من خلال خطبها ود ذاك النظام البائس . بل وذهبت لأبعد من ذلك ولما تمتلكه من تأثير اقتصادي وثقافي وفكري وإعلامي ، جاعلة من نفسها أدوات لتجميل صورة تلك الدول التي تهيمن على الجامعة العربية ، ومنابر لترويج مشاريع أقل ما يُقال فيها وعنها أنها على حساب الأمن القومي العربي ، ليقف التطبيع مع الكيان الصهيوني في أولويات تلك المشاريع .

يكشف العدوان الثلاني الغاشم على سورية الحاجة الملحة من أجل التحشيد لتشكيل جبهة مواجهة عريضة من نخب اقتصادية وثقافية وفكرية وإعلامية على امتداد الوطن العربي ، بهدف شن هجوم معاكس على تلك النخب وعلى المستويات كافة ، مستفيدين في أن جزء من تلك النخب وبعد أن فقد اتزانه مخدوعاً ب" الربيع العربي " ، قد بدأ مراجعة نقدية لمواقفه ، من أجل التموضع مجدداً إلى جانبِ نُخبٍ لطالما تمسكت بثوابت خياراتها في مواجهة مشاريع التطويع والإلحاق الصهيو أمريكي .

اليوم وكما أسقطت دفاعات الجيش العربي السوري صواريخ العدوان الثلاثي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأفشلت أهدافه ، المطلوب العمل من أجل مواجهة تلك الأفكار وإسقاطها في كافة الميادين والمنتدبات ، والتي تمكنت من التسلل والتأثير على شعوب أمتنا . وإذا استطاعت تلك النخب المشبوهة أن توظف ما شهدته المنطقة من أحداث مدمرة في تسويق أفكارها ورؤيتها الهدامة ، فنحن علينا أن نوظف ما أنتجه هذا العدوان من حالة التعاطف والتضامن الواسعة التي جاءت رفضاً للعدوان على سورية ، وما سبقه من إنجازات عسكرية ميدانية على الأرض السورية ، وليس أخرها في الغوطة الشرقية ، لنرد سكاكين حقدهم إلى صدورهم .

بقلم/ رامز مصطفى