فكما نرى الأزمة السورية ما زالت بلا حلّ سياسي، لكن يرى البعض من المحللين السياسيين بأن حلّ الأزمة السورية هو أن يعترف العالم بأن بشار الأسد الرئيس السوري سيبقى في السلطة، والسماح له عمليا بالانتصار على الجماعات المسلحة المعارضة، وأن الحلّ الوحيد لحل الأزمة السورية هو التوصل إلى تسوية بين موسكو وواشنطن والاعتراف بأن الأسد فاز في الحرب.. وكما قالت موسكو بأن لا حلّ عسكريا للأزمة السورية، وأنه يجب تنفيذ القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن، وهذا القرار كما هو معلوم ينص على دعم المباحثات في إطار عملية أستانا..
فبعد أن أحرز الأسد انتصارات في الميدان، بات يدرك الجميع بأن إسقاط الأسد لم يعد خيارا في ظل الدعم، الذي تقدمه موسكو لسورية.. وبلا شك فإن بديل الأسد سيكون إما أن يكون نظاما ديمقراطيا كثيرا بحسب تحليلات محللين سياسيين، وهذا سيؤدي إلى احتمالات قوية لقيام الحكومات الإسلامية، أو الفراغ السياسي، كما أن طهران وموسكو هما حليفتان قويتان على أرض سورية، وإذا ما تم إزاحة الأسد فإنهما تريان بأن إزاحته هي هزيمة بالنسبة لهما، لأن طهران وموسكو تريان بأنهما انتصرتا في الحرب.. ولا ننسى هنا بأن دول الحليج لا تريد إزاحة الرئيس السوري من السلطة عمليا، وقد بدا ذلك واضحا في آخر تصريحات لولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، بالإضافة إلى أن المعارضة السورية لا يمكنها أن تواجه تحالف بشار الأسد وموسكو وطهران وميليشيا حزب الله اللبناني، ومن هنا يبقى الأسد هو المسيطر، وأن بقاءه بات يُنادى به في ظلّ استمرار الأزمة السورية التي ما زالت بلا حلّ..
عطا الله شاهين