الفقراء والبسطاء ، وقود لأرصدة وسمسرة القادة

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

يموت الفقراء والبسطاء والغلابة شهداء ... وفي عزائهم يأتي القادة المتخمون شبعاً ، ويتمتعون بالحياة الرغيدة ليلتقطوا الصور ويلقوا الخطابات ، وينصرفوا تاركين الجوع والفقر ينهش بالفقراء الأطهار ،

الفقراء هم ضحايا كل المراحل وهم وقود كل مرحلة ... يموت البسطاء والفقراء من شعبي ليحيا المسئولين وأبناءهم حياة رغيدة ، سحقا لهذا الواقع التعيس ،

الفقراء حينما يستشهدوا يكونوا مجرد أرقام لتضخيم أرصدة القيادات بالبنوك وانتفاخ كروشهم وبذخ أبناءهم ،
أحقيقة أنه أصبح الوطن للقادة والأغنياء والوطنية للغلابة والفقراء ،
أي واقع هذا الذي نعيش ؟؟؟ وأي حياة تلك التي نحياها ؟؟؟!!!

ألهذا الحد وصل الاستهتار بدمنا وبأرواحنا ؟؟؟
نحن شعب عظيم نستحق الحياة الكريمة وندافع لأجلها ، نحن شعب ثائر نقاتل لأجل الحياة وليس لأجل الموت ، وأبناء شعبنا ليس مجرد أرقام في سجل وزارة الصحة أو في كشوفات إسترزاق الفصائل والقادة ،
نحن شعب يحب الحياة ويعشق الفرح والسعادة ، فلماذا يا قادة جعلتم منا وقود وضحايا لفشلكم ولاستثماراتكم الفاسدة ، لماذا جعلتم منا مجرد سلعة في سوق نخاستكم السياسية ؟؟؟

نعم نحن نؤمن بأن الموت حق ومستعدون للموت شهداء فداءاً للوطن ، ولكننا نرفض الموت لأجل كراسيكم ومشاريعكم المشبوهة ، نرفض أن يصبح دمنا وتضحياتنا مجرد سلعة تعرضونها للبيع بثمن بخس لأجل مصالحكم الحزبية والشخصية ، نرفض أن يكون دمنا وشهداؤنا وأشلاؤنا الممزقة مجرد ورقة ضغط تستخدمونها لتحسين ظروفكم وللهروب من واقع مؤلم وضعتمونا فيه بغبائكم وتجبركم وظلمكم وفسادكم وعشقكم لكرسي حكم واهم ولسلطة زائفة وتسلط علي رقاب البسطاء ، نرفض أن نكون ضحايا لمؤامرة تحاك بأيادي عابثة وبعواصم عاهرة نرفض أن يكون دمنا وآلامنا ومعاناتنا ووجعنا باباً لتسلطكم و

نعم نريد وطن ونرفض أن نتنازل عن شبرا واحداً من وطننا ، ووطننا هو فلسطين كل فلسطين من نهرها إلي بحرها ، وعلينا أن نحافظ علي الانسان ، فديننا كرم الانسان ، والوطن هو الإنسان ، فحين يتحرر الإنسان أولاً من ظلمكم وديكتاتوريتكم وتحكمكم بقوت أطفاله وحقوقه حينها يستطيع أن يُحرر وطن ، حين يدرك ويثق المواطن أن الوطن له وملكه وله حقوق بالوطن ، حينها يؤدي ما عليه من واجبات وتضحيات بكل قناعة وإيمان ،
أما عندما يدرك الجميع ، أنّ الدولة تُدار لحساب نخبة ، يصبح كل فرد غير قادر على التضحية من أجل الوطن ، ويبحث عن مصلحته الخاصة ،

حين يري المواطن مواكبكم وبيوتكم الفخمة وحياتكم الرغيدة ويري أبناءكم متخمين شبعا ورغدا ورفاهية ، وهو غير قادر أن يوفر قوت يومه ، ويري أطفاله تعاني من الفقر وآلام المعيشة وصعوبتها ، حينها يفقد الثقة بكم وبكل شعاراتكم وخطبكم وأقوالكم ، فكيف لشبعان يشكو من التخمة أن يطالب من جائع بأن يصبر علي الجوع والفقر ؟؟؟
فأي وطن هذا الذي يزداد الفقير فقراً والغني يزداد ثراء ؟؟؟
فلا تنصحوننا بأن نجوع لأجل الوطن ، وأنتم سارقين كل خيرات الوطن ومتخمين شبعاً ،

الفقراء والبسطاء هم من يضحون لأجل الوطن ، وأنتم تجتهدون لزيادة بورصة حساباتكم بالبنوك !!!
واسمعوها منا كما أسمعكم إياها الممثل الاردني موسى حجازين من مسرحية مواطن حسب الطلب أنا مقبلش من أي عرص شبعان ينصحنى أصبر على الجوع ،
وحسبنا الله ونعم الوكيل

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
21-4-2018