محمد أبو هزاع هواش وقع باسمه ..

بقلم: نبيل عودة

روى قحطان بن عقلان، عن فارس أبو الغربان، عن زيدان ابن شبعان على لسان الطالب نبيه الفهمان عن حادثة جرت معه في المدرسة، وذلك أن أستاذ اللغة العربية هواش، غضب منه غضبا شديدا، لأنه كتب موضوع إنشاء عربي ذكر فيه اسم الكاتب نبيل عودة بالخير، مادحا قصصه الهواشية الساخرة، فشطب معلمه الهواش على صفحة الإنشاء بدفتره على موضوع الانشاء بالطول والعرض، من فوق إلى تحت ومن الجانب الأيمن إلى الجاني الأيسر، وكتب تحت النص المشطوب كلمة "حمار"!!

تفاجأ نبيه الفهمان من أسلوب أستاذه الفظ، بتشطيب موضوع الانشاء الذي اشتغل بكتابته ومراجعته وتنقيحه ليلة كاملة، ولم يفهم السبب الذي دفع أستاذه هواش أن يتصرف بموضوع الإنشاء الذي كتبه بهذا الشكل الفظ، بطريقة لا تليق بالعلاقة بين معلم وطالب مجتهد. كان نبيه الفهمان متأكدا انه كتب موضوع إنشاء مميز .. قرأه على أبناء العائلة، فاستحسنوا موضوعه وأسلوبه، ثم سلم الدفتر لمعلم العربية هواش كما فعل سائر أبناء صفه.

استغرق نبيه بالتفكير، ومحاولة تفسير تصرف الأستاذ هواش. كان يتوقع ان يحصل على علامة كاملة عن موضوع الإنشاء. فإذا الأستاذ هواش يشطب على كل الموضوع ويكتب "حمار". أخيرا لمعت الابتسامة على محيا الطالب نبيه الفهمان. لكنه لم يقل ما الذي دفع الابتسامة إلى شفتيه. قر رأيه أن يرد الإهانة بطريقته النبيهة .. مستعدا للمواجهة بكل جوارحه.

أخذ دفتره وتوجه لغرفة المعلمين. كان الأستاذ هواش يتصدر الطاولة، عندما رأى الطالب نبيه الفهمان يحمل دفتر الإنشاء، قال له عابسا:

- ماذا تريد يا نبيه الفهمان ؟

- أستاذي العزيز، جئت لأشير إلى نقص ما في تصحيحك لموضوعي.

- أي نقص .. أوضح كلامك؟

أثار الحوار انتباه المعلمين، فصمتوا يتابعون الحوار بين نبيه وأستاذه الهواش.

وضع نبيه دفتره على الطاولة أمام جميع المعلمين، بشكل مقصود ان يكون مفتوحا على صفحة الإنشاء المشطبة، والتي كتب هواش تحتها كلمة "حمار".

تسابقت أعين المعلمين تقرأ كلمة "حمار". كانوا يعرفون ان نبيه من أنبه طلابهم وأذكاهم وأكثرهم اجتهادا. . وكلمة حمار لا يمكن ان تستعمل وصفا لتلميذهم. قال نبيه:

- استاذ هواش، انا كتبت موضع إنشاء جيد بل رائع، والدليل أنك علمت بالقلم نجمة على الموضوع في الدفتر، لكنك نسيت ان تضع علامة على الموضوع،

وأشار نبيه الفهمان الى كلمة "حمار" وأضاف: كل ما هنالك أستاذ هواش أنك وقعت أسمك فقط؟

 

نبيل عودة

[email protected]