يعيش قطاع غزة أوضاعًا مأساوية وظروفًا قاهرة بائسة ويائسة، بفعل ممارسات الاحتلال، والحصار المفروض عليه منذ اكثر من ١٢عامًا، ونتيجة لعوامل عديدة، وجراء ذلك يسود قطاع غزة الفقر والجوع والبطالة والمرض، وأحوال الناس باتت لا تطاق ويصعب وصفها وتصوير تفاصيلها، عدا عن البنى التحتية المدمرة والخدمات المفقودة والأسواق المشلولة والانهيار الاقتصادي والنقص في الأدوية.
ولا ننسى لما انتجته الحالة الداخلية الفلسطينية الانقسامية من ضعف لمقومات الصمود والمواجهة، ومن تشتت المواقف، ومن قوة لمحتل شرس ينال من شباب وأطفال غزة ويقتلهم بدم بارد.
ويضاف الى ذلك العقوبات التي قررها وفرضها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل سنة على قطاع غزة، وفشلت في استعادة واسترداد غزة لحضن"الشرعية"..!!
وهذه العقوبات لم تنل من أهل القطاع، ولم تركع حماس، ولكن فقراء غزة هم الذين دفعوا ويدفعون ثمن هذه العقوبات من لحمهم الحي وحريتهم وكرامتهم ويعضون على النواجذ، صبرًا وخوفًا في انتظار فرض المزيد من العقوبات التي يهدد بها أبو مازن .
وفي حقيقة الأمر أن فرض العقوبات على غزة هي تدمير لما تبقى من كرامة وطنية في مواجهة ومقاومة صفقة القرن والمشاريع التصفوية لقضية شعبنا الوطنية والتحررية.
ان استعادة الوحدة الوطنية، التي طال الحديث عنها، وظلت وهمًا وخيالًا وحبرًا على ورق، يكون بالمزيد من الثقة وصدق النوايا والحوار الديمقراطي والشراكة الحقيقية والهوية الوطنية الجامعة والمواقف الجذرية المشتركة الموحدة، ومراجعة التجربة الفلسطينية السابقة واستخلاص العبر، والعلاقات الوطنية لا تتأتى بالاقصاء والاستفراد والاجبار ومواصلة الانقسام المدمر المعيب والبغيض، وتهشيم كرامة الناس واذلال الموظفين بقطع الرواتب والاحالة على التقاعد المبكر والغمغمة في الرؤى والخطط المستقبلية المرسومة.
لا شك أن أخطار محدقة بالقضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة، وهذا يتطلب توحيد الصفوف وتشكيل جبهة انقاذ وطني تعمل على رأب الصدع ولملمة الصفوف، وتوحيد الموقف الفلسطيني المسؤول، وتتصدى للمؤامرة الجديدة، وعلى رأسها صفقة القرن التصفوية.
بقلم/ شاكر فريد حسن