اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية سيبقى يحتل مكانة لدى كافة المناضلين

بقلم: عباس الجمعة

شكل اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية في السابع والعشرون من نيسان مكانة لدى كافة المناضلين ، حيث شكلت الجبهة نقطة تحول مهمة على مستوى نضالها على مستوى عملياتها الجرئية من ديشوم الى الخالصة وام العقارب والزيب ونهاريا وبرختا والطيران الشراعي والمنطاد الهوائي والقدس البحرية واكيلي لورو والقدس الاستشهادية والعديد من العمليات البطولية بهدف لفت انتباه العالم إلى القضية الفلسطينية ، ولعبت الجبهة دوراً ميدانياً بارزاً على صعيد الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بما شملته من فعاليات وأنشطة نضالية مختلفة ، حيث بقيت الجبهة تحتل مكانة فينا ومساحة لا بأس بها في قلوبنا ، كيف لا وهي تاريخ ساطع وإرث عريق ليس لأعضائها ولمن انتسب إليها فحسب ، بل هي ملكاً للشعب الفلسطيني وللأمة العربية عامة واحرار العالم.

من هنا تميزت جبهة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقتها , بصلابة مواقفها الوطنية, حيث كانت دوماً منحازة للمصلحة الوطنية العليا و ما تقتضيه تطلعات الشعب الفلسطيني و طموحاته على طريق نيل الحرية و الاستقلال والعودة ورفض المسى بالحقوق الوطنية.

عام بعد عام تحتشد الذاكرة وتزدحم بتاريخ طويل سطّرته الجبهة تباعاً بعرق رجالها الصناديد ودماء شهدائها الأبرار ، عام بعد عام يزخر قاموسنا النضالي بإرث من التضحيات الجسام في سبيل العودة الحرية والاستقلال ، في ظل ظروف قاسية ومعقدة ومتداخلة ، وفي ظل هجمة امريكية صهيونية رجعية، ورغم كل الظروف نقشت اسم فلسطين وقضيتها في أزقة وشوارع وميادين كل عواصم الدنيا ، فعرف العالم آنذاك أن في فلسطين شعباً محتلاً يكافح من أجل استرداد حقوقه ، ومن حقه أن يعيش بكرامة على أرضه وأرض أجداده .

نعم جبهة التحرير الفلسطينية التي تحمل راية شهدائها القادة الامناء العامون طلعت يعقوب ، وفارس فلسطين ابو العباس ، وعمر شبلي " ابو احمد حلب " والقادة فؤاد زيدان وحفظي قاسم وسعيد اليوسف وابو العز وجهاد حمو ومروان باكير وغسان زيدان وابو عيسى حجير وحسين دبوق وزينب شحرور وسمير القنطار وحمزة الباكستاني ووفاء الحلبي، هي اليوم تتربع على تاريخ من المجد والبطولات ، حري بكل أحرار العالم ومناضليه ضد الظلم والاستعباد أينما وجد ، ومهما كانت هويته ، أن نُحسن الاحتفاء بهذه الذكرى ، وأن نكون بحجم التضحيات التي قدمها شهداء الجبهة ، أولئك الذين مدوا جسوراً من اجل تحقيق اهداف شعبنا ، وأن تكون الجبهة أداة فعلنا بمستوى تضحيات أسراها وجرحاها ومناضليها .

لذلك نقول في اليوم الوطني ان انعقاد المجلس الوطني هو الفرصة التاريخية للفلسطينيين ، وهذا يتطلب اصطفاف الكل الفلسطيني خلف القيادة الفلسطينية ضد محاولات تجاوز منظمة التحرير، التي ستبقى الإطار الجامع والموحد لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، بمختلف قواه السياسية، ورفض اي محاولات خلق بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل البعض، الذي نقول لهم فهناك العديد من

المحاولات الفاشلة لخلق كيان بديل عن المنظمة خدمة لأجندات إقليمية فشلت ، وأن محاولة إيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية سيكون مصيره الفشل،وأن انعقاد المجلس الوطني سيغلق الباب في وجه أي قوى دولية تحاول اللعب على إمكانية إيجاد بدائل سياسية تمثل الشعب الفلسطيني ، ونحن نتطلع الى المجلس الوطني من اجل وضع برنامج عمل وطني يضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الصلف الصهيوني ومشروع ترامب والتصدي لسياسة التطبيع ، وانتخاب قيادة فلسطينية قادرة على مواجهة هذه التحديات تمتلك روح المبادرة وحيوية الشباب وفهم الواقع المحلي والإقليمي والدولي لتجنيب الشعب الفلسطيني مزيد من الخسائر.

في ظل هذه الظروف نقول بوحدتنا وصمودنا ومقاومتنا ننتصر ، هذه ثوابتنا ، وهذه مدرستنا التي ننهل منها ، وهي لغتنا التي نحاور بها الجميع ، فنحن ننحاز لمصالح شعبنا ووطننا وقضيتنا ، ، فعين التاريخ والشعب لا تنام ، فكل من يدعي حرصه على الوطن وقضيته ومصالحه العليا عليه أن يتخذ موقفاً جاداً على الأرض باتجاه الوحدة وإنهاء حالة الانقسام الذي يخدم أولاً وأخيراً العدو الصهيوني ويحقق أهدافه في الانقضاض على مشروعنا الوطني وعلى المقاومة وتقويضها .

لقد كانت جبهة التحرير الفلسطينية وما زالت تتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن رعاة حمايتها، كما تتمسك ببرنامجها الوطني وتدافع عن برنامجها، وتعتبر المنظمة الكيان السياسي للشعب الفلسطيني، و الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

أن إصرار الشعب الفلسطيني على المشاركة الواسعة في مسيرات العودة ، وتحديه لجرائم الاحتلال وتهديداته، يؤكد عظمة هذا الشعب، وقدرته على استثمار كل الطاقات، واجتراح وسائل إبداعية جديدة لمواجهة الاحتلال، رغم الحصار والعدوان والصمت الدولي، حيث شكلت مسيرات العودة أبلغ رد شعبي جامع على محاولات الإدارة الأمريكية، ومن ورائها بعض الأنظمة العربية، تمرير (صفقة القرن)، والتي تستهدف بالدرجة الأساسية حقوق وثوابت شعبنا.

ختاما: في اليوم الوطني نؤكد بان على الكل الوطني التوحد خلف برنامج مسيرة العودة، الذي خطّه شعبنا بدمائه وصولاً ليوم 14/5 ليكون يوماً مشهوداً يزلزل كيان الاحتلال، ويجعل المجتمع الدولي جاداً في خلق حلول لقضيتنا الفلسطينية بالعودة والحرية والاستقلال، وستبقى جبهة التحرير الفلسطينية على مبادئ الشهداء والأهداف النبيلة التي ضحوا من أجلها ، وستبقى وفية لكل الشعوب العربية واحزابها التقدمية والقومية وأحرار العالم الصامدون في وجه المشروع الصهيوأمريكي الذي يهدف إلى الانقضاض على العالم وإحكام السيطرة عليه وتسخير طاقاته وثرواته لتحقيق مصالحهم وأهدافهم.

بقلم/ عباس الجمعة