الملتقى الوطني بين الشكوك والتساؤلات

بقلم: رامز مصطفى

يُعقد أو سيعقد في العاصمة اللبنانية بيروت الملتقى الوطني الفلسطيني للوحدة الوطنية وحماية الثوابت ، وذلك في التاسع والعشرون من شهر نيسان الجاري . وخطوة عقد الملتقى تأتي قبل يوم واحد من عقد المجلس الوطني في رام الله المحتلة ، والذي دعا إليه رئيس المجلس المنتهية ولايته الأخ المناضل أبو الأديب سليم الزعنون ، المنوي إزاحته والعديد من الأعضاء في المجلس العتيد . المواضيع والعناوين المطروحة على المشاركين في الملتقى ، من حيث الأهمية هي كبيرة وكبيرة جداً ، واسم الملتقى يُدلل عليها ، هذا إذا ما أُضيف إليها مناقشة التفرد في عقد المجلس الوطني من خارج الإجماع الوطني الفلسطيني .
مع الدعوة لعقد هذا الملتقى ، تزاحمت الكثير من التساؤلات والشكوك حوله من قبل الكثيرين ، وهم بالمناسبة ليسوا من لون سياسي واحد . وإذا ما تناولنا عينة من هذه الشكوك ، فأصحابها يقولون : - إنّ النوايا من وراء عقد الملتقى ليست بريئة ، خصوصاً أن الجهود التي تبذلها حماس ، ومن يدور في فلكها لا يسعون للتشويش على المجلس في رام الله وحسب ، بل هم يريدون خلق البدائل للمؤسسات الوطنية الفلسطينية ، وتحديداً منظمة التحرير الفلسطينية . وبالتالي الفصائل والنخب والشخصيات المشاركة ما هي إلاّ حصان طروادة لتمرير ما تسعى إليه حماس والمؤيدين لها من داخل وخارج بعض الفصائل . وهؤلاء يستشهدون بتصريحات لقيادات من حماس ، ومن بينهم المسؤول عن الملف الفلسطيني الأخ حسام بدران : إنّ " حماس تقود حراكًا سياسيًا بالتعاون مع بعض قادة الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج , لاتخاذ خطوات عملية لرفع الشرعية عن المجلس الوطني الحالي , كونه لا يمثل الشعب الفلسطيني في أي حال من الأحوال , للتأكيد على رفض الطريقة التي يدير بها الرئيس محمود عباس مؤسسات منظمة التحرير " . ويضيف المشككون أنّ حماس تدرس " رزمة أفكار للرد على خطوة عقد المجلس الوطني في رام الله , لكنهم يدرسون خطواتهم هذه مع شركاء من القوى السياسية والمستقلين . وصيغاً مختلفة لإدارة قطاع غزة , في حال نفذت السلطة الفلسطينية تهديدها بالانسحاب منه , بينها تشكيل حكومة محلية , أو حكومة وطنية لعموم الأراضي الفلسطينية , تتخذ من غزة مركزاً لها , وتضم القوى المختلفة أو شخصيات مستقلة " .
في التساؤلات ، ما هي الوظيفة الوطنية للمتلقى ؟ ، لجهة خطته وبرنامجه ، ومن ثم آليات عمله ، اعتماداً على ورقة عمل سياسية ؟ . أم أنه مهرجان سياسي ، سيعتلي فيه المشاركون منبر الخطابة في مبارزة بين من يتشدد في قسوة الكلام ، ليبدأ أخرون في تبريد الرؤوس الحامية ، والدعوة إلى عدم الشطط أو إسقاط الرغبات ، والتخفيف من وطأة ما سيتضمنه البيان الختامي ، وفق عناوين حملها اسم الملتقى ، وبالمناسبة فإن رئيس السلطة السيد أبو مازن ، الذي عرض بعرض الحائط بكل المناشدات والنداءات التي وصلت حد التوسل أن يؤجل إنعقاد دورة المجلس ولم يعبأ بها جميعاً ، هل سيقلقه بيان ختامي يصدر عن الملتقى ، على الرغم من أن جماعته تدعو الدولة اللبنانية لعدم السماح لعقد الملتقى في لبنان ، وقد يمثل إعلان فصائل وشخصيات عدم مشاركتها ، سيشجع الدولة اللبنانية على عدم السماح بعقد الملتقى على أراضيها ، حتى لا تضع نفسها وكأنها في مواجهة مع السلطة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن . وبالتالي ما هو مصير الملتقى بعد اليوم الثاني من انتهاء أعماله ؟ .
والسؤال الأبرز الذي طرحه الضالعون بخبايا وخفايا العمل الفلسطيني ، أنه إذا تدخلت وضغطت القيادة المصرية على حركتي حماس وفتح للقاء والحوار مجدداً وبرعايتها ، هل ستستجيب حماس وتلبي الدعوة المصرية ؟ ، ضاربةً عرض الحائط بشركائها من فصائل وشخصيات شاركت في أعمال الملتقى الوطني !! .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني