عمليات الإغتيال والتصفيات والمجازر التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية تُعتبر جزءاً لايتجزأ من الفكر والعقيدة اليهودية البربرية ، فقد ورث الجيش "الإسرائيلي" أفكار وممارسات وأساليب خبرة المنظمات اليهودية الإرهابية المسلحة، وأصبح قادة هذه المنظمات رؤساء وزارات ووزراء وقادة في كيان الاحتلال والجيش والمجتمع الإسرائيلي .
حرب تستهدف النسيج الفلسطيني بأكمله :
إن الحرب الهمجية التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني لا تستهدف شخصاً بعينه وإنما تستهدف شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته فحسب العقيدة الإسرائيلية كل فلسطيني هو هدف مشروع إما للإغتيال أو التصفية برصاص لا يميز بين الصحفيين ورجال الدين والعلماء والمفكرين وسيارات الإسعاف أو حتى طلاب المدارس اللذين لا يسلمون من بطش آلة القتل الإسرائيلية .
مقاومة الإحتلال حسب القوانين والشرائع الدولية:
هناك العديد من المواثيق الدولية والتي تؤكد على شرعية حق مقاومة الإحتلال، كاتفاقية لاهاي لعامي 1899 و 1907، وبروتوكول جنيف لعام 1925، وميثاق الأمم المتحدة لعام 1945، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، واتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، والبروتوكولان الإضافيان لعام 1977، وإعلان استقلال البلدان والشعوب المستعمرة لعام 1960، وبعض قرارت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما تمثله هذه المواثيق والقرارات الدولية من شرعية قانونية دولية لحق مقاومة الاحتلال.
تاريخ حافل بالإنجازات الدموية سواء داخل الوطن أم خارجه :
التاريخ الدموي الإسرائيلي حافل بالجرائم ولعل آخر هذه الجرائم هي اغتيال الزميل الصحفي ياسر مرتجى الذي قتل بدم بارد من قبل جنود الاحتلال عن سبق اصرار وتعمد عندما كان يغطي تظاهرة سلمية عند
الحدود الوهمية التي زرعها الاحتلال لحماية كيانهم المزعوم والهدف من اغتيال الزميل ياسر هو محاولة يائسة من كيان الاحتلال للتعتيم على جرائمه بحق أبناء شعبنا ، وإن مايثير السخرية هي الرواية الإسرائيلية لتبرير هذا الإغتيال بحجج وأكاذيب لا تنطلي على عاقل وذلك بأن زميلنا الشهيد كان يغطي بتصويره نشاط يعرض حياة جنود الإحتلال للخطر في مشهد يمثل الكذب والإفتراءات الإسرائيلية لتبرير أي عملية تصفية أو إغتيال بحق أبناء شعبنا ،وبعد هذه الرواية يطل علينا وزير دفاع كيان الإحتلال أفيغدور ليبرمان بتصريح محرضاً فيه على أبناء شعبنا في قطاع غزة ومتوعداً بألته العسكرية الهمجية أنه «لا يوجد أبرياء في غزة وأن مرتجي قام بتشغيل طائرة مسيرة فوق الجنود الإسرائيليين وعرض حياتهم للخطر»!.
تاريخ دموي حافل بالإرهاب الدموي ضد أبناء شعبنا الفلسطيني سواء داخل الوطن أو خارجه وأخرها جريمة اغتيال عالم الطاقة فادي محمد البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبوروالتي جرت مؤخراً والتي تشير أصابع الاتهام فيها إلى الموساد الإسرائيلي، وهو ما ألمحت إليه الحكومة الماليزية على لسان وزير الداخلية أحمد زاهد حامدي، عندما قال: إن البطش «مهندس كهربائي وخبير في صناعة الصواريخ». ويشتبه في أنه أصبح عقبة أمام دولة معادية لفلسطين»، موضحاً أن البروفيسور كان سيتوجه السبت إلى تركيا للمشاركة في مؤتمر دولي.
فيما اتهمت أسرة البطش في قطاع غزة في بيان «جهاز الموساد بالوقوف وراء اغتيال ابنها، وطالبت السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال قبل تمكنهم من الفرار».
إن السياسة الإسرائيلية الهمجية ، تؤكد أن عمليات الاغتيال تعبرعن فكر ومنهج منظم لدى قادة الكيان وحكوماته المتعاقبة، ولاسيما أن الكثير من هؤلاء القادة قد شاركوا بالعديد من الاغتيالات، وعلى رأس هؤلاء بعض الشخصيات التي تبوأت منصب رئيس وزراء الكيان، مثل إسحاق شامير وإسحاق رابين وأرييل شارون وشمعون بيريز ومناحيم بيغن واليوم بنيامين نتنياهو، حيث انضووا في إطار العصابات الصهيونية البربرية، الهاغانا والشتيرن والأرغون وغيرها.
وأخيراً نستنج أنه من المؤكد أن كيان الإحتلال لم ولن يوقف سياسة الإغتيالات وحتى لم يلغيها من قاموسه فعمليات الإغتيال التي قامت بها وتقوم بها كيان الإحتلال والتي طالت العشرات من رجال السياسة وأصحاب الفكر والصحفيين والكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني تؤشر إلى قلق قادة الإحتلال تجاه أي مظهر من مظاهر للقوة أو العلم الذي يسعى إليه أبناء شعبنا سواء داخل الوطن أو خارجه وهذا ما يجعل من اسرائيل كيان لا كوابح لعدائها ولا ضامن لها لأن تحترم الارادة الدولية وتمتثل لكل احتياجات الامن والاستقرار العالمي لأنها في النهاية تدرك أنها قد اغتصبت أرض فلسطين وبأن أبناء شعبنا الفلسطيني سيدحر الإحتلال ويحرر فلسطين عاجل غير آجل وإن طال الإحتلال ففجر التحرير ليس ببعيد.
بقلم/ د. وسيم وني