الشاعرة اللبنانية المهجرية كلود ناصيف حرب، تخيط دقائق الوقت وترتدي ثوب الحب

بقلم: شاكر فريد حسن

بالأمس أبحرت بين ذكرياتك

وما زلت أنتظرك

ارغب اليوم أن ارتدي ثوب الحب

لا اعلم كم من المرات

كانت تهب علي رياح عاتية

لم تترك شيئًا من الامان

اريد أن اكون أقوى عليها بك

ايها الحب

ايها الحنين

اريد أن انتصر

على ضجيج الخريف

في وجوه غريبة

اريد أن ارتدي كل الوان الفرح

كل الاماني

وكل الاحلام

بعد أن حملت جبل الاحزان

إنه الحب المقدس

الأقوى

والأنقى

والأسمى

انه الحنين

هذا مقتطف من قصيدة رقيقة وعذبة الحروف وجميلة المعاني، بعنوان"أخيط دقائق الوقت"للشاعرة والأديبة والاعلامية اللبنانية المهجرية كلود ناصيف حرب، صاحب المنجز الشعري"كلمات من أعماق الحب"، وفيها شوق وحنين عاصف ولاهب، وبوح جميل وصادق.

كلود حرب شاعرة لديها كبرياء المرأة الشرقية ، شغوفة حد الهوس بالطبيعة الغناء، ما جعلها تترجم مشاعر الحب في نصوصها، فهي تكتب بمداد العاطفة والأحاسيس النبيلة الفياضة والمشاعر الملتهبة المتدفقة، بعيدًا عن التصنع والابتذال والركاكة والسطحية، وتتمتع بموهبة الكتابة التي تنطوي على مشاعر رهيفة عفوية، ولغة أدبية رفيعة راقية، ريشتها الشعرية مغموسة بالعشق والحب والحنان وبهمهمات محبوسة في الصدر، وفي صوتها نغمة حزينة تنقر أوتار القلب، خفيفة اللفظ، لطيفة الوقع، ملفوفة بكتلة من الشعور الرقيق الناعم.

وهي تبوح بعشقها الأنثوي المتوهج في كل الفصول والذي يذيب كتل الثلج والأحاسيس الصلدة، بكلمات رهيفة منبجسة من نفس صادقة.

تقول كلود عن كتاباتها:"كلماتي نابعة من دقات قلب حقيقية، من نظرتي الى أناس كثيرين اراهم، من نظرتي الى الأصدقاء المحبين، ففي كثير من الأحيان نرى الحبيب في وجوه كثير من الناس، نراه في وجهي حبيبين نصادفهما في مناسبة، ومرات تكون هناك أحاسيس في قلب الانسان يريد التعبير عنها، بأي طريقة، فيترجمها في كلمات من أعماق الحب".

تطغى النزعة الرومانسية على نصوص كلودا ناصيف حرب، ونجدها تمزج بين البوح الشفيف والواقع النزيف، بين الأنا الغنائية بمعناها الشعري الواسع، وبين الانسان المعنى، ومواجع الأنثى العاشقة، وتتميز نصوصها بسهولة لفظية لذيذة وممتعة تفيض بالحب والعشق والأنوثة والصور الفنية الجمالية الناطقة والهامسة والخرساء والجرأة التعبيرية، فضلًا  عن التماسك الفني اللغوي المندغم بحلاوة تركيب العبارة وسلاسة اللفظ وبأبعاد دلالية، عدا الموسيقى والايقاع الداخلي، انها باختصار من أنوار وجمال وسحر الكلمة والخيال الشعري ورقة المعاني وجمال العبارة.

بقلم/ شاكر فريد حسن