من اغتال فادي البطش؟!

بقلم: شاكر فريد حسن

لا تزال جريمة اغتيال العالم الفلسطيني ماجد البطش في ماليزيا أثناء مغادرته منزله متوجهًا لصلاة الفجر، تثير الغضب والاستنكار الشديد، فضلاً عن التساؤلات عمن يقف وراء عملية للاغتيال النكراء..!!

فادي البطش هو عالم فلسطيني من جباليا في قطاع غزة، حاصل على الدكتوراة في الهندسة ومتخصص في الطاقة، ويحاضر في جامعة كوالامبور ، ولديه براءة اختراع في زيادة كفاءات شبكات الطاقة الكهربائية، كما اخترع جهاز تحسين نقل الطاقة الكهربائية، وأسهم في تطوير الطيارات بدون طيار، ولذلك ليس غريبًا أن يكون مستهدفًا من قبل الاحتلال والمؤسسة الاسرائيلية، وان جريمة اغتياله تستهدف بالاساس العلم والدماغ والعقل الفلسطيني وتدمير كفاءات الشعب الفلسطيني.

وفي الوقت الذي حملت فيه ماليزيا والفصائل والقوى الفلسطينية جهاز " الموساد " الاسرائيلي المسؤولية عن عملية الاغتيال، وبالرغم من أن المسؤولين الاسرائيليين كعادتهم نفوا أن تكون لاسرائيل مسؤولية في اغتيال البطش، الا أن وسائل عبرية واعلاميين اسرانيليين كذبوا هؤلاء المسؤولين، وقال رونين بريغمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة " يديعوت احرونوت ": " ان عملية اغتيال البطش تدل على الاستراتيجية التي يعتمدها رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، والقائمة على المس بقدرات وحدات تطوير وانتاج السلاح لاطراف معادية، تعمل في نطاق بعيدة جغرافيًا من اسرائيل"، في حين قال عاموس هرئيل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس ": " عملية الاغتيال مماثلة لتلك التي نفذت ضد المهندس التونسي محمد الزواري اواخر ٢٠١٦ " في اشارة واضحة الى أن جهاز الموساد هو من يقف وراء العمليتين.

ان مسلسل عمليات القتل والاغتيال التي قام بها الموساد ضد العلماء والمفكرين والمثقفين والمبدعين والشخصيات السياسية والقيادات الفلسطينية على امتداد الصراع الطويل كثيرة، فقد اغتيل الكاتب والأديب والصحفي غسان كنفاني والشاعر كمال ناصر وكمال عدوان وماجد أبو شرار وأبو اياد وخليل الوزير والرنتيسي، ولم يسلم منها حتى الشيخ المقعد على كرسي الاعاقة الشيخ أحمد ياسين وغير ذلك من رموز المقاومة الفلسطينية.

باختصار شديد يمكن القول، انها عمليات هدفها ملاحقة العقل العربي وحرب قذرة لتصفية الأدمغة العربية والفلسطينية، واذا كانت هذه الحرب مؤلة وموجعة الا أنها لن تكن قادرة على انطلاق العقل الرائد والفكر العلمي الخلاق لتحقيق المزيد من الانجازات العلمية والفكرية، وفي جميع المستويات، وسيبقى دم فادي البطش يطارد المجرمين في كل مكان وكل زمان.

بقلم/ شاكر فريد حسن